صحافة إسرائيلية

خبير إسرائيلي: شعار النصر يخفي فشل نتنياهو في تحقيق أهداف الحرب

قال كاتب المقال: "لدينا رئيس وزراء يُصارع الموت لكنه مع ذلك يردد شعار النصر"- جيتي
قال كاتب المقال: "لدينا رئيس وزراء يُصارع الموت لكنه مع ذلك يردد شعار النصر"- جيتي
يواصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طرح مفهوم "النصر"، رغم أنه لم يضع إعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة كهدف أول، مع أن نسبة كبيرة من الجمهور الإسرائيلي تُؤمن بمفهوم "النصر" بمعناه السطحي والخاطئ والمُضلّل.

وقال مدير معهد "إمباكت" للاستراتيجية، والمخطط الاستراتيجي لحملات إسحاق رابين، ومستشاره للأمن القومي، ورئيس مختبر ألعاب الحرب الاستراتيجية بجامعة تل أبيب، حاييم آسا، أكد أن "ما يرفعه نتنياهو وفريقه حول شعارات النصر إنما هي خداعٌ ترسخت جذوره بين جمهور إسرائيلي واسع، لأنهم يُرددون هذه الكلمة بعاطفة رومانية مرتبطة بكلمة انتصار".

وأضاف آسا، في مقال نشره موقع "زمان إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أنه "لعل الإسرائيليين مُدمنون على مفهوم النصر أساسًا بسبب غيابه عنهم، ولأنه قادر على تعزيز غرورهم، بل وتضخيمه أكثر، دون أي سند أو دليل". 

اظهار أخبار متعلقة


وأوضح أن "لدينا رئيس وزراء يُصارع الموت، لكنه مع ذلك يردد شعار النصر، مع أن الانتصار يُملي شروط استسلام الطرف الخاسر، وهو ما لم يحدث في غزة بعد، لأن حماس في هذه الحالة تعتبر امتدادا لحروب العصابات التي تطورت تدريجيًا كمفهوم قتالي يناسبها على غرار حرب فيتنام الفيتكونغ، وحزب الله في لبنان".

وأكد أنه "من أجل ذلك، فلن تتوصل حماس أبدًا إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن شروط استسلامها، حتى لو انهارت قوتها العسكرية، ولو قُتل أو اعتُقل معظم نشطائها، فلا يمكن لها أن تُعلن أو تُوقع وثيقة استسلام تُخفّض من شأن أيديولوجيتها أو معتقدها أو الأنشطة المرتبطة بها". 

وأكد أن "القول بالنصر الكامل على حماس هو كلام فارغ، فلا صلة بين الحركة كمنظمة مسلحة دينية، وبين مفهوم النصر المطلق عليها، ووجودها بحدّ ذاته، لأن هذا المفهوم يخدع الإسرائيليين، ويُغرق جيشهم في وحل غزة، كما غرق الأمريكيون في وحل العراق وأفغانستان وفيتنام، وهذا الغرق له دلالة في خسارة أرواح الجنود والرهائن، وفي عملية تُجبر مئات آلاف جنود الاحتياط على التضحية بمئات أيام القتال عبثًا، ومعهم مستقبلهم المهني أو التجاري، وأحيانًا صحتهم وحياتهم". 

اظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أن "السؤال الإسرائيلي المطروح هو: إلى متى سيستمر هذا العبث الذي يضرّ بهم كمجتمع ومواطنين، بعد أن تعلم الأمريكيون والروس الدرس، وهربوا من المناطق التي احتلّوها، ربما لأن مفهوم "النصر" على "المجاهدين" لم يكن الدافع الأيديولوجي لتلك الحروب، ولذلك يتزايد الاعتقاد الإسرائيلي بأن مفهوم النصر بحد ذاته يخلق حالة شبه كارثية، لكنها في الوقت نفسه ضرورة واعية للحكومة الحالية لمواصلة هذا العبث والغرق أكثر فأكثر في الوحل، وهذا أمر محزن".

وختم بالقول إن "ذلك يعود أساسًا إلى غياب العقل الإسرائيلي لوقف هذا الخطأ الواعي، وهذا الغياب يشمل المؤسسات العسكرية والمدنية والأكاديمية، حيث ينشغل الإسرائيليون بشكل كبير بالمعاشات التقاعدية التي وُعدوا بها، ولكن في يوم من الأيام، ستُكتب دراسات مطولة عن حالة العبث التي وقعت بها الدولة في قاع الوحل بسبب الحكومة الحالية، وغياب اعتراض الإسرائيليين عليها".
التعليقات (0)

خبر عاجل