ملفات وتقارير

استعادة رفات جندي إسرائيلي من سوريا.. هل تمت بعلم النظام؟

نتنياهو يعلن استعادة رفات جندي في "عملية خاصة" بسوريا- جيتي
نتنياهو يعلن استعادة رفات جندي في "عملية خاصة" بسوريا- جيتي
أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، عن استعادة رفات الجندي تسفيكا فيلدمان، الذي قُتل في عملية عرفت باسم "معركة السلطان يعقوب" خلال اجتياح لبنان عام 1982.

واستطاع الاحتلال عبر "عملية خاصة" نفذها جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، استعادة الرفات دون الكشف عن تفاصيل العملية أو الجهات التي شاركت بها بشكل مباشر.

وأكد بيان مشترك لجيش الاحتلال الإسرائيلي والموساد أن الجثمان تم العثور عليه "في العمق السوري"، في عملية وُصفت بـ"الخاصة والمعقدة"، بينما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن النظام السوري لم يشارك في العملية، ما يشير إلى احتمالية تنفيذها دون تنسيق رسمي مع دمشق.


المعارضة ترحب 
واعتبر رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إعادة جثمان فيلدمان "إغلاقًا لدائرة مؤلمة"، لكنه حذّر من تكرار سيناريو الانتظار لعقود لاستعادة الجنود، في إشارة إلى الجنود الإسرائيليين الأسرى في قطاع غزة منذ عام 2014. ودعا إلى تحرك حكومي عاجل لإعادتهم قبل أن "يُطوى ملفهم بالنسيان".


ما هي معركة السلطان يعقوب؟
ويعود تاريخ معركة السلطان يعقوب، التي وقعت في حزيران/يونيو 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث اشتبكت القوات الإسرائيلية مع الجيش السوري ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة البقاع شرق لبنان. وتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي في تلك المعركة خسائر فادحة، شملت مقتل 20 جندياً وفقدان ستة آخرين، بينهم فيلدمان.

ووفق شهادات سورية، نُفذ الكمين بتخطيط دقيق من القوات السورية بقيادة العميد علي حبيب، وأسفر عن تدمير وإغتنام عدد من الدبابات الإسرائيلية. وقد وصفت الإدارة السياسية في الجيش السوري المعركة بأنها شكلت "منعطفاً تاريخياً" في التصدي للهيمنة الإسرائيلية على لبنان وسوريا.

اظهار أخبار متعلقة


دور الجبهة الشعبية في العملية
وفق تقارير متعددة، شارك مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في معركة السلطان يعقوب إلى جانب القوات السورية، وأسهموا في أسر ثلاثة جنود إسرائيليين كانوا ضمن طاقم دبابة. ويُعتقد أن جثمان فيلدمان ظل في إحدى مناطق سيطرة الفصائل الفلسطينية بالداخل السوري أو الحلفاء السوريين، ما يفسر مساعي تل أبيب الطويلة لاستعادته.

وفي عام 2019، استعاد الاحتلال الإسرائيلي عبر وساطة روسية جثمان الجندي زخريا باومل، الذي كان مفقوداً في المعركة ذاتها، بعد انتشاله من مقبرة في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، حين كان تحت سيطرة فصائل فلسطينية تتقدمها الجبهة الشعبية – القيادة العامة. 

وقد أثارت هذه القضية حينها جدلاً واسعًا حول التنسيق الروسي-الإسرائيلي ومدى معرفة دمشق بالأمر.

توقيف طلال ناجي 
في سياق متصل، أفادت مصادر لبنانية بأن السلطات السورية أوقفت مؤقتًا الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة، طلال ناجي الأسبوع الماضي، قبل أن تُفرج عنه بعد جلسة استجواب مطوّلة.

 
ولم تتضح خلفيات التوقيف، إلا أن توقيته – بعد أيام من استعادة رفات فيلدمان – يطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت دمشق تحاول الحصول منه على معلومات تتعلق برفات الجندي الإسرائيلي.

يذكر أن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" كانت من أبرز الفصائل الفلسطينية المقرّبة من نظام المخلوع بشار الأسد، وقد لعبت دوراً محورياً في محاصرة واستهداف عدد من المخيمات الفلسطينية في سوريا، وعلى رأسها مخيم اليرموك، وذلك خلال السنوات الأولى من الثورة السورية التي اندلعت في آذار/مارس عام 2011.


اظهار أخبار متعلقة


الاتصالات الإسرائيلية السورية 
وتزامنت العملية الأخيرة مع تقارير عن وساطة إماراتية لتقريب وجهات النظر بين دمشق وتل أبيب على المستوى الأمني، إذ ذكرت وكالة "رويترز" أن محادثات غير علنية جرت بين الطرفين تناولت "قضايا استخباراتية حساسة". 

ونُقل عن مصادر دبلوماسية أن هذه الاتصالات بدأت عقب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات في نيسان/أبريل الماضي، وشملت لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين سابقين، وسط مساعٍ لبناء قنوات اتصال تحت غطاء الوساطة الخليجية.

وهو ما أكده الرئيس السوري أثناء زيارته إلى فرنسا٬ حيث قال إن بلاده منخرطة في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي عبر وسطاء إقليميين، بهدف تهدئة التوترات ومنع تدهور الأوضاع إلى مواجهات أوسع. 

ووصف الشرع التحركات الإسرائيلية في المنطقة بـ"العشوائية"، مطالباً تل أبيب بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية. جاءت تصريحات الشرع خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، في أول زيارة رسمية له إلى أوروبا منذ تسلمه مهام منصبه.

اظهار أخبار متعلقة


لا يوجد تعاون مع الاحتلال
ووفقا للكاتب والمحلل السياسي السوري٬ أحمد كامل٬ فلا يوجد تعاون أو لقاءات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي٬ ووصف كامل في حديثه لـ "عربي21" العلاقة بين المحتل والنظام السوري الجديد٬ كما هي العلاقة ما بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي٬ وهي على شاكلة تبادل الرسائل عبر وسطاء وليس اتصال مباشر.

وأكد أن "لقاءات مباشرة مع المحتل لا يوجد٬ واتصالات مباشرة لا يوجد٬ واعتراف مباشر لا يوجد"، موضحا أن "أخذ الرفات كان كما قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية خاصة٬ لا يعلم النظام السوري الجديد عنها شئ".

وقال إن كل ما يريده "العهد السوري الجديد هو اتقاء شر الاحتلال الإسرائيلي بكل الأساليب الممكنة٬ من دون التنازل عن المبادئ أو إيذاء أخوتنا في فلسطين المحتلة".


التعليقات (0)

خبر عاجل