عاد حساب معروف
باسم "أبو علي العسكري"، مرتبط بـ"
كتائب حزب الله"
العراقية، لنشاطه مجددًا عبر منصة "تليغرام"، بعد غياب استمر منذ تشرين الأول / أكتوبر
الماضي، مطلقًا بيانًا حاد اللهجة يتناول فيه قضايا سياسية وأمنية داخل العراق
وخارجه، في توقيت بالغ الحساسية.
وبحسب تحليل
لمعهد
واشنطن لدراسات الشرق الأوسط للباحثين كريسبين سميث والدكتور مايكل نايتس فإن البيان
الذي نشر في 18 نيسان / أبريل 2025، ضمن سلسلة الأضواء الكاشفة يظهر موقف
"الكتائب" من ملفات أبرزها التغييرات في سوريا، والوجود الأمريكي،
والانتخابات العراقية.
أبرز ما تناوله
البيان هو الهجوم الشديد على "الحكومة السورية الجديدة"، التي تشكلت عقب
إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد أواخر العام الماضي، والتنديد بزيارة الرئيس
الجديد أحمد الشرع (المعروف سابقًا بأبي محمد الجولاني) إلى بغداد، حيث وصفت
"الكتائب" عودته للمشهد السياسي بـ"الخطأ التاريخي"، محذّرة
من إعادة تأهيل "متطرف سني" على الساحة الدولية.
اظهار أخبار متعلقة
وفي الشأن
السوري أيضًا، عبّر البيان عن سعي إيران و"كتائب حزب الله" إلى استعادة
السيطرة على المعابر الحدودية وخطوط الإمداد الاستراتيجية التي فقدوها بعد سقوط
النظام، في خطوة تهدف لدعم "حزب الله" اللبناني وتأمين المصالح
الاقتصادية والعسكرية في سوريا.
أما داخليا،
فجدد البيان رفض "الكتائب" للوجود الأمريكي في العراق، ملوحا بـ"رد
قاسٍ" إذا لم يتم تنفيذ اتفاق الانسحاب المقرر بنهاية 2025، في ظل مخاوف من
تراجع الحكومة العراقية عنه بسبب الأوضاع في سوريا، كما أعاد البيان التذكير
بالعداء الشديد لرئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، محذرًا من أي محاولات لعودته
أو عودة أنصاره.
وأضاف التحليل
أنه من اللافت تجاهل البيان شبه التام للمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، ما
رآه الكاتبان في تحليلهم مؤشر على رغبة إيران في تجميد نشاط الميليشيات مؤقتًا،
لحماية مسار التفاوض، دون أن تمنع "الكتائب" من إبقاء خيار التصعيد
مفتوحًا.
ويأتي هذا
البيان بعد أقل من أسبوع من دعوة أمين عام الكتائب "أبو حسين" لضبط
النفس، ما يثير تساؤلات حول وحدة القرار داخل الجماعة، واحتمال وجود تباينات
داخلية في التوجهات والمواقف.