أعلنت ثماني دول منضوية في تحالف "
أوبك+"، السبت، زيادة كبيرة في إنتاج
النفط لشهر حزيران /يونيو المقبل، فيما دعت
روسيا إلى المساهمة بشكل متكافئ في توازن العرض والطلب بسوق النفط.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أكد على المساهمة بشكل متكافئ في توازن العرض والطلب في سوق النفط.
وقال نوفاك، إن دول "أوبك+" يمكنها أن تنتج كميات أكبر بكثير من النفط، لكنها تكبح الإنتاج، داعيا الدول المنضوية في التحالف إلى الالتزام بقيود إنتاج النفط وخطة التعويض، وفقا للوكالة الروسية.
وكشفت ثماني دول من التحالف عن عزمها زيادة الإنتاج في شهر حزيران /يونيو المقبل، في تسريع للإنتاج رغم خطورة تراجع الأسعار المنخفضة أصلا، حسب وكالة "فرانس برس".
اظهار أخبار متعلقة
ومن المقرر أن تقوم المملكة العربية
السعودية وروسيا وست دول أخرى في التحالف بإنتاج 411 ألف برميل إضافي يوميا في حزيران، وفقا لبيان صادر عن "أوبك+".
وكانت الخطة الأساسية تنص على زيادة قدرها 137 ألف برميل يوميا. وقال جورج ليون من شركة "ريستاد إنرجي" إن "أوبك+ ألقى قنبلة للتو في سوق النفط".
وأضاف في حديثه لـ"فرانس برس"، أنه "بعد الإشارة التي أصدرها الشهر الماضي، يُرسل القرار المُتخذ اليوم رسالة واضحة: المجموعة تغيّر استراتيجيتها وتسعى إلى استعادة حصتها في السوق بعد سنوات من التخفيضات".
ويهدف هذا التغيير في الاستراتيجية أيضا إلى إقامة "علاقات جيدة مع الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب"، وفقا للمحلل.
"معاقبة الغشاشين"
وبعد تأجيل متكرر لزيادة الإنتاج، بدأت الدول المنضوية في تحالف "أوبك+"، الذي شكل عام 2016 للتعامل مع التحديات التي تواجهها السوق، عملية تسريع الإنتاج مطلع نيسان /أبريل.
ويرى أرني لومان راسموسن من "غلوبال ريسك مانجمنت"، أن مثل هذه الزيادة في الإنتاج - رغم أسعار السوق المنخفضة للغاية والتي تصل إلى حوالي 60 دولارا للبرميل - قد تهدف إلى معاقبة الغشاشين بين أعضاء التحالف، أي أولئك الذين لا يحترمون حصصهم".
وكانت كازاخستان زادت خلال الأشهر الأخيرة بشكل خاص من إنتاجها "وفشلت في الامتثال" لقواعد التحالف التي تتطلّب منها تعويض تجاوزاتها.
وبحسب التحالف، فإن الإعلان الجديد "يسمح للدول المشاركة بتسريع تعويضاتها".
أسعار عند أدنى مستوى
لا تفسر الخلافات الداخلية وحدها قرار "أوبك+"، الذي يبدو مدفوعا برغبة في استباق تطوّرات جيوسياسية محتملة.
وتُؤخذ في الاعتبار في هذا المجال، المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني والسعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، ما يعني أن الولايات المتحدة قد تخفّف عقوباتها على موسكو وطهران، وبالتالي سيُسمح بتصدير مزيد من النفط.
وفي هذا السياق، يعمل التحالف على تعزيز موقفه عبر زيادة إنتاجه بسرعة.
ولكن هذه الاستراتيجية، وفقا لـ"فرانس برس"، قد تؤدي إلى زيادة انخفاض أسعار الذهب الأسود، الأمر الذي قد يعرض الأمريكيين في هذا القطاع للخطر أيضا.
ولفت المحلل لدى "إس آي بي"، أولي هفالباي، إلى أن الإنتاج لن يكون مربحا بالنسبة إليهم "بسعر أقل من 55 دولارا لفترة طويلة".
لذا، من الممكن أن تكون السعودية قد لجأت إلى هذا الخيار لـ"اختبار" تأثيرها على الأسعار، ولإرسال إشارة إلى السوق مفادها أنّها "قادرة على الإنتاج مهما كان السعر".
اظهار أخبار متعلقة
من ناحية أخرى، شكلت عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، نقطة تحول بالنسبة إلى الأسعار.
فمنذ ذلك الحين، انخفض سعر برميل النفط الذي كان يُتداول عند نحو 80 دولارا، بسبب التوقعات الاقتصادية القاتمة.
كذلك، ساهمت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، المستهلكَين الرئيسيين للنفط، في خفض التوقعات بشأن الطلب، ما أدى إلى انخفاض الأسعار إلى مستويات لم تبلغها منذ شباط /فبراير 2021.
وتترك الدول الثماني الأعضاء في "أوبك+"، التي ستجتمع في بداية حزيران /يونيو، الباب مفتوحا أمام "التوقّف أو العودة إلى المرحلة السابقة" في حال تدهور ظروف السوق.