روى الطفل
الفلسطيني محمود
عجور، خلال مقابلة مع قناة "الجزيرة مباشر"، تفاصيل مأساته التي بدأت عقب إصابته بصاروخ إسرائيلي أثناء نزوحه مع عائلته في قطاع
غزة، ما أدى إلى بتر ذراعيه، مؤكداً أنه خضع لعملية البتر دون تخدير، متحملاً آلاماً تفوق الوصف.
وفي السياق ذاته، تحدث والده يوسف عجور عن اللحظات المؤلمة التي عاشها، مشيراً إلى أن إحدى ذراعي محمود بُترت على الفور بفعل الانفجار، بينما طار هو وابنه الآخر عدة أمتار في الهواء. وعبّر عن حزنه العميق قائلاً إنه لن ينسى تلك اللحظات القاسية ما دام حيًّا.
وصف محمود الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه كارثي، في ظل انعدام الغذاء والدواء، وتزايد أعداد الشهداء والجرحى، مؤكداً أن المعاناة لا تُوصف.
لكنه رغم ذلك، شدد على تمسكه بالأمل، رافضًا الاستسلام، قائلاً إنه يسعى لتحقيق حلمه، وقد تعلم استخدام قدميه في الكتابة، وارتداء ملابسه، وحتى قيادة دراجة كهربائية.
اظهار أخبار متعلقة
وأعرب محمود عن رغبته في أن يصبح صحفيًا، لينقل معاناة أهل غزة ويروي قصص الشهداء والجرحى، مطالبًا العالم بالوقوف إلى جانب سكان القطاع والضغط من أجل وقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية.
وقد لاقت قصة محمود اهتمامًا عالميًا، بعد أن فازت صورة التقطتها له المصورة الفلسطينية سمر أبو العوف لصالح صحيفة نيويورك تايمز، بجائزة "وورلد برس فوتو" لأفضل صورة لعام 2025، وهي أعرق الجوائز في مجال التصوير الصحفي.
وأظهرت الصورة الطفل محمود، في التاسعة من عمره، شاحب اللون، فاقدًا لذراعيه ووزنه، نتيجة القصف الإسرائيلي على مدينة غزة في آذار/ مارس 2024.
وقالت المديرة التنفيذية للمسابقة، جمانة الزين خوري، إن الصورة "صامتة لكنها بالغة التعبير، تحكي قصة طفل واحد، وتعكس أبعاد حرب مدمّرة ستترك أثرها على أجيال قادمة"، فيما أشادت لجنة التحكيم بقوة التركيب الفني للصورة واستخدام الضوء، مشيرة إلى أنها تطرح تساؤلات مؤلمة حول مستقبل محمود.
اظهار أخبار متعلقة
وفي قطر، حيث يتلقى الطفل العلاج والتأهيل، فإنه بدأ يتعلم استخدام قدميه في أداء المهام اليومية، مثل اللعب على هاتفه، والكتابة، وفتح الأبواب.
وقال منظمو الجائزة إن "حلم محمود بسيط، يتمثل في الحصول على طرفين اصطناعيين والعيش كأي طفل آخر". وأضافت المصورة سمر أبو العوف أن من أصعب اللحظات التي روتها له والدة محمود، كانت عندما أدرك أن ذراعيه قد بُترتا، فقال لها: "كيف سأستطيع معانقتك؟".