أعلن مكتب الأمم
المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الأربعاء، أن نحو 500 ألف
فلسطيني نزحوا من منازلهم بقطاع
غزة منذ 18 آذار / مارس الماضي، وذلك جراء استئناف
الاحتلال الإسرائيلي الإبادة الجماعية وتنصلها من وقف لإطلاق النار مع "حماس".
وقال المكتب،
حسب ما نقله موقع "أخبار الأمم المتحدة"، إن مئات الآلاف من الفلسطينيين
نزحوا مرارا قبل وقف إطلاق النار المؤقت في 19 كانون الثاني / يناير 2025.
وأضاف أن
"الأعمال العدائية المتواصلة في أنحاء قطاع غزة لا تزال تخلف آثارا مدمرة على
المدنيين، منها الموت والنزوح وتدمير البنية الأساسية الحيوية".
والأربعاء، أقر
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بإجبار مئات آلاف الفلسطينيين على
النزوح من
أماكنهم، قائلا إن الجيش سيبقى في المواقع التي احتلها بقطاع غزة باعتبارها
"مناطق عازلة" بوضع مؤقت أو دائم.
وأضاف كاتس في
منشور على منصة إكس: "على النقيض من الماضي، فإن الجيش الإسرائيلي لا يقوم
بإخلاء (مغادرة) المناطق التي تم تطهيرها والاستيلاء عليها" وفق تعبيره.
اظهار أخبار متعلقة
فيما أعلن جيش
الاحتلال الإسرائيلي في بيان الأربعاء، أنه بعد مرور نحو شهر على
استئناف الحرب
بغزة، بات نحو 30 بالمئة من مساحة القطاع "منطقة أمنية عملياتية"، في
إشارة إلى أنها باتت محظورة على الفلسطينيين.
ويقصد بـ"المنطقة
الأمنية" تلك التي أجبر الفلسطينيين على النزوح منها، ومنعهم لاحقا من الوصول
إليها، والتي تتواجد قواته في أجزاء منها.
ووسع جيش
الاحتلال منذ استئناف الإبادة في 18 آذار / مارس من مساحة المنطقة الأمنية
المزعومة التي تتركز على حدود القطاع فضلا عن منطقة رفح التي عزلها عن خانيونس بما
يسميه "محور موراج" جنوب قطاع غزة.
وفيما يتعلق
بالوصول الإنساني، أشار مكتب "أوتشا" إلى أن تل أبيب "تواصل رفض
الموافقة على البعثات المنسقة ولم تقم اليوم سوى بتيسير اثنتين فقط من 6 تحركات
إنسانية كان مخططا لها وتم التنسيق بشأنها مع السلطات الإسرائيلية".
وأضاف أن
"إسرائيل رفضت أربع بعثات أخرى، من بينها واحدة لجلب الوقود من رفح"،
دون توضيح أسباب رفض باقي التحركات، أو طبيعة البعثات وما تحمله من مساعدات
إنسانية.
اظهار أخبار متعلقة
وذكر المكتب أن
فرقه زارت الأسبوع الماضي مواقع نزوح في خان يونس، حيث "يعيش غالبية الناس في
أماكن إيواء مكتظة، في ظل شح المأوى والغذاء والماء والدواء".
وأشار إلى أن
"العاملين في مجال الإغاثة أفادوا أن الخيام لم تعد متوفرة للتوزيع بأنحاء القطاع،
وفي بلدة بني سهيلا في خان يونس جنوب القطاع على سبيل المثال لم تتلق الأسر التي
نزحت مؤخرا سوى عدد قليل من البطانيات والقماش".
وأفادت الأمم
المتحدة "بتفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع، وبانخفاض عدد الأطفال الذين
يتلقون التغذية التكميلية في آذار / مارس، بنسبة تزيد عن الثلثين".
وتعيق القيود
التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الوصول الإنساني القدرة على إمداد المستشفيات
بالمواد الطبية، ما يعرض صحة مزيد من المرضى للخطر، وفق الأمم المتحدة.
ومنذ 2 آذار / مارس
يمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وماء لقطاع غزة عقب
إغلاقه للمعابر ما تسبب في كارثة إنسانية وتفاقم للمجاعة.
اظهار أخبار متعلقة
ويحاصر الاحتلال
الإسرائيلي غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي
2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة
المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
وبدعم أمريكي
مطلق يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 جرائم إبادة
جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال
ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.