نقل الجيش الأمريكي كتيبة من
منظومة الدفاع الجوي "
باتريوت" من منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى
الشرق الأوسط، في خطوة عسكرية لافتة تمت عبر ما لا يقل عن 73 طلعة جوية بواسطة طائرات الشحن من طراز "سي-17"، وفق ما كشفه الأدميرال صموئيل بابارو، قائد القيادة البحرية الأمريكية في منطقة المحيطين.
وأوضح الجيش الأمريكي أن نشر هذه المنظومة المتطورة يأتي في توقيت حرج، وتتمتع الكتيبة المنقولة بقدرة عالية على اعتراض الصواريخ والطائرات، ما يعزز الدفاعات الجوية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
وكشف بابارو عن هذه التفاصيل خلال جلسة استماع في الكونغرس، كان يرافقه خلالها الجنرال كزافييه برونسون، قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية.
وأكد بابارو أمام أعضاء مجلس الشيوخ على أهمية تعزيز القدرات اللوجستية الأمريكية، مشددا على أن "الاستدامة كانت مفتاح النصر في الحرب العالمية الثانية"، في إشارة إلى أهمية الإمدادات العسكرية المستمرة في مواجهة التهديدات.
وفي السياق نفسه، قال جوناثان روه، مدير السياسة الخارجية في المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، لموقع "
أكسيوس"، إن الجسر الجوي الذي أُنشئ لنقل كتيبة الباتريوت يُعد ضروريا لحماية القواعد الأمريكية الرئيسية وشركائها في الشرق الأوسط، والتي وصفها بأنها "أكثر عرضة للخطر من إسرائيل" بسبب تهديدات الصواريخ الإيرانية القصيرة المدى.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف أن هذا النشر يعزز أيضا موقف الولايات المتحدة التفاوضي في أي محادثات مرتقبة مع طهران.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من التعزيزات الأمنية التي تنفذها القيادة المركزية الأمريكية، حيث أعلنت أمس انضمام حاملة الطائرات "كارل فينسون" إلى نظيرتها "هاري إس ترومان" في مياه المنطقة، مع بث لقطات لطائرات مقاتلة تقلع من سطح الحاملة.
وأظهرت صور أقمار صناعية وجود عدد غير معتاد من قاذفات "بي-2" الاستراتيجية في جزيرة دييغو غارسيا الواقعة في المحيط الهندي.
وعلّق الخبير هانز كريستنسن من اتحاد العلماء الأمريكيين بأن هذا الانتشار الجوي "ضخم بشكل غير مسبوق".
وعلى الصعيد الميداني، تواصلت الغارات الجوية الأمريكية في اليمن، وأسفرت موجة الهجمات في آذار/مارس الماضي عن استهداف أكثر من 30 موقعاً، أسفرت عن مقتل العشرات، من بينهم خبراء طائرات مسيّرة تابعون لجماعة الحوثي، وفقاً للبنتاغون.
اظهار أخبار متعلقة
ما هي باتريوت؟
وتُعد منظومة باتريوت جزءاً محورياً من شبكة الدفاع الجوي الأمريكي، وقد صممتها شركة "رايثيون" لاعتراض الصواريخ والطائرات قبل وصولها إلى أهدافها.
وتبلغ قدرتها على اعتراض الأهداف الجوية حوالي 160 كيلومتراً، بينما يمكنها التعامل مع الصواريخ الباليستية على مدى يصل إلى 75 كيلومتراً.
وتاريخياً، فإن أول تواجد لمنظومة باتريوت في الشرق الأوسط كان في حرب الخليج عام 1991، حيث كانت مهمتها الأساسية خلال عملية "عاصفة الصحراء" التصدي لصواريخ "الحسين" الباليستية التي أطلقها النظام العراقي آنذاك باتجاه الكيان الإسرائيلي والمملكة العربية السعودية.