"ملياردير يهودي" وراء الحرب التجارية العالمية.. من يحرك ترامب اقتصاديا؟

في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية اضطرابات كبيرة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية، التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برز اسم وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، كأحد الأسماء التي ساهمت في تشكيل السياسات الاقتصادية المثيرة للجدل.

وقد لفتت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الانتباه إلى دور لوتنيك كأحد الشخصيات التي لها تأثير كبير على قرارات إدارة الرئيس دونالد ترامب، وهو ما جعل اسمه يتردد في الأوساط السياسية والإعلامية خلال الفترة الأخيرة.

وتعتبر سياسة فرض الرسوم الجمركية الشاملة التي اتخذها ترامب أحد الأسباب الرئيسية للتوترات الاقتصادية في العالم، حيث فرضت الولايات المتحدة رسومًا على العديد من السلع المستوردة من الصين والاتحاد الأوروبي وغيرها.

وعلى الرغم من أن القرار النهائي كان من مسؤولية ترامب، إلا أن لوتنيك، الذي يشغل منصب وزير التجارة، كان له دور كبير في التأثير على القرارات الاقتصادية المتعلقة بهذه الرسوم.

اظهار أخبار متعلقة

وظهر لوتنيك في العديد من البرامج التلفزيونية، في محاولة لتفسير وتبرير القرارات الاقتصادية، في أحد تصريحاته، وصف قرار ترامب بفرض الرسوم الجمركية بأنه "جراحة تمت والمريض في السرير يبدأ في التعافي"، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول مدى فهم لوتنيك لجوانب مختلفة من هذه السياسة.

يُعتبر لوتنيك أحد أبرز الشخصيات في عالم المال والأعمال، حيث شغل منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة "كانتور فيتزغيرالد"، وهي شركة خدمات مالية عالمية. وُلد لوتنيك في عائلة يهودية في مدينة جيريكو بنيويورك، وبدأت علاقته مع ترامب بعد مشاركته في برنامج "المتدرب" التلفزيوني الشهير.

ومع مرور الوقت، أصبح لوتنيك أحد أبرز جامعي التبرعات لحملات ترامب الانتخابية، وهو ما عزز علاقته مع الرئيس الأمريكي، وعندما تولى ترامب منصبه، قام بتعيين لوتنيك في إدارة بلاده ليشغل منصب وزير التجارة.

على الرغم من ذلك، فإن النفوذ الكبير الذي يتمتع به لوتنيك داخل إدارة ترامب لم يكن محل ترحيب دائم من الجميع، فقد أعرب بعض المسؤولين في البيت الأبيض عن قلقهم بشأن تأثيره على السياسة الاقتصادية للإدارة، مشيرين إلى أنه في كثير من الأحيان كان يطرح أفكاره في الاجتماعات داخل الغرف المغلقة، ثم يخرج لتقديمها كسياسات رسمية للبيت الأبيض عبر وسائل الإعلام.

اظهار أخبار متعلقة

وفي هذا الصدد، ذكر أحد المصادر في الإدارة أن "لوتنيك في كثير من الأحيان كان يقدم أفكاره كأنها سياسة البيت الأبيض، ما جعل الكثيرين يتساءلون عن مدى تأثيره المباشر على ترامب".

انتقد البعض أيضًا تصريحات لوتنيك الإعلامية، حيث قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إن "الاتحاد الأوروبي لا يستورد لحوم البقر من أمريكا، لأن لحومنا أفضل من لحومهم"، وهي تصريحات قوبلت بالكثير من السخرية والدهشة من النقاد. ورغم هذه الانتقادات، ظل لوتنيك يحظى بدعم ترامب، حيث كان يُعتبر من المقربين إليه داخل البيت الأبيض.