أثار إعلان ترويجي لعلامة الأزياء الهولندية المحتشمة "مراشي" جدلا واسعا في
فرنسا، بعدما ظهر فيه برج إيفيل مغطى بحجاب إسلامي وعباءة، في خطوة رمزية تهدف إلى دعم حرية ارتداء
الحجاب.
ونشرت العلامة التجارية الإعلان عبر حسابها الرسمي على منصة "إنستغرام" قبل أيام، مرفقا مع تعليق "رُصد برج إيفيل مرتديا مرّاشي، ما شاء الله! يبدو أنه انضم للتو إلى مجتمع الأزياء المحتشمة".
وأثار المقطع الإعلاني سلسلة من الانتقادات في الداخل الفرنسي بسبب ما اعتبره سياسيون فرنسيون خطوة "استفزازية" ومخالفة للقيم الفرنسية.
واعتبرت النائبة عن حزب التجمع الوطني اليميني، ليزيت بوليت، أن الإعلان الترويجي يمثل "إساءة للقيم الفرنسية والتراث الديمقراطي"، زاعمة أنه محاولة لاستغلال رمز وطني في "الترويج لأجندات دينية".
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت في تدوينة عبر حسابها على منصة "إكس"، أنه "أمر غير مقبول! لقد اختطفت علامة مرّاشي برج إيفل، رمز فرنسا، وغطته بحجاب إسلامي في إعلان استفزازي".
بدوره، هاجم الخبير الاقتصادي الفرنسي فيليب مورير الحملة، وطالب في تدوينة عبر منصة "إكس"، بـ"إغلاق متاجر مرّاشي في فرنسا وحجب موقعها الإلكتروني"، معتبرا أن الإعلان يشكل “استفزازًا لمبادئ الجمهورية العلمانية”.
يأتي ذلك بعد أشهر قليلة من تصريحات وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، الذي وصف الحجاب بأنه "رمز للدونية"، مؤكدا عزم الحكومة حظر ارتدائه من قبل الأمهات المرافقات في الرحلات المدرسية.
اظهار أخبار متعلقة
ووسع ريتايو نطاق قانون 2004، الذي يمنع ارتداء الحجاب والرموز الدينية في المؤسسات التعليمية، ليشمل الرحلات المدرسية، وبرر ذلك بأن هذه الرحلات امتداد لأنشطة المدارس، مما يستدعي الالتزام بالقانون.
واعتبر الحجاب علامة على "الإسلاموية المتشددة"، ورمزا لخضوع المرأة، مشددا على ضرورة تحرك الدولة لمواجهة ما وصفه بمحاولات "إضعاف القيم الجمهورية".
وتشهد فرنسا جدلا حادا بين الحين والآخر بسبب سلسلة من القوانين التي بدأت عام 2004، والتي تقيد ارتداء الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة وداخل المدارس لاعتباره رمزا دينيا يعارض مبدأ علمانية الدولة.