حصد
الفيلم التراجيدي الكوميدي "أنورا" الأحد أبرز مكافآت الأوسكار، إذ نال خمس
جوائز بينها أفضل فيلم، فيما اقتصرت حصة "إميليا بيريز"، صاحب العدد الأكبر
من الترشيحات، على جائزتين بعدما تراجعت حظوظه أخيرا جراء جدل بشأنه.
في
ذات الوقت أغلق متظاهرون مؤيدون لفلسطين، الطريق المؤدي إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار
الـ97 في مسرح "دولبي" بمدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا بشكل مؤقت، ما
تسبب في تأخير وصول العديد من الضيوف إلى الحدث، للمطالبة بـ"إنهاء الابادة الجماعية"
بحق الشعب الفلسطيني.
اظهار أخبار متعلقة
ورفع
المحتجون خلال تظاهرهم شعارات تطالب بوقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، في خطوة
لافتة تعكس تضامنهم مع القضية الفلسطينية، حيث تجمّع عدد منهم بالقرب من السجادة الحمراء،
لكن الشرطة المحلية حالت دون وصولهم إلى مكان إقامة الحفل السنوي الأشهر على مستوى
العالم.
وعبر
النشطاء خلال تظاهرهم عن أهمية إيصال رسالتهم إلى "نجوم هوليوود" بأنه لا
يمكن تجاهل القضية الفلسطينية، ومن أجل لفت انتباههم إلى ما يحدث في فلسطين.
وفي ما
يتعلق بجوائز الأوسكار، قال مخرج "أنورا" شون بيكر لدى توجهه بالشكر لأكاديمية
الأوسكار على تكريمها "فيلما مستقلا حقا" لم تتخط ميزانية إنتاجه الستة ملايين
دولار: "أخبروا عن القصص التي تحرّككم، وأعدكم بأنكم لن تندموا على ذلك أبدا".
بعد
حصوله على السعفة الذهبية في مهرجان "كان" العام الماضي، لم يكتف هذا الفيلم الذي وُصف
بأنه أشبه بقصة سندريلا معاصرة، بالحصول على الجائزة الكبرى فحسب، بل إنه فاز أيضا بجوائز
أفضل ممثلة لمايكي ماديسون، وأفضل سيناريو، وأفضل مونتاج، وأفضل مخرج لبيكر، أحد الأسماء
البارزة في سينما المؤلف الأمريكية.
يشكل
هذا الفيلم الذي تدور أحداثه حول راقصة تعرٍ من نيويورك تتزوج من ابن أحد الأثرياء
الروس قبل أن تواجه ازدراء طبقيا من أقارب زوجها الأثرياء، علامة فارقة في سلسلة أفلامه
المخصصة إلى حد كبير للمهمشين والعاملين في مجال الجنس في أمريكا.
في المقابل،
لم يتمكن "إميليا بيريز" من إعادة إنتاج الحماس ذاته الذي حظي به في مهرجان
كان حيث نال جائزة لجنة التحكيم.
فقد
انتهت مسيرة الفيلم الاستعراضي للمخرج الفرنسي جاك أوديار حول التحول الجنسي لتاجر
مخدرات مكسيكي، في الأوسكار بصورة مخيبة لطاقمه بعد فضيحة أثارها نبش تغريدات عنصرية
ومعادية للإسلام نشرتها سابقا الممثلة الرئيسية في العمل كارلا صوفيا غاسكون.
وعلى
الرغم من ترشيحه لـ13 جائزة، وهو رقم قياسي بالنسبة لعمل غير ناطق بالإنجليزية، فلم
يحصل الفيلم الذي صُوّرت أكثرية مشاهده بالإسبانية إلا على جائزتي أوسكار: أفضل ممثلة
في دور ثانوي لزوي سالدانيا، وأفضل أغنية أصلية عن "إل مال".
وأخفق
"إميليا بيريز" في نيل جائزة أفضل فيلم دولي التي حصدها الفيلم البرازيلي
"آيم ستيل هير"، وهو عمل من نوع الميلودراما حول مقاومة أم شجاعة ضد النظام
الديكتاتوري البرازيلي السابق.
فيلم
فلسطيني
وشقت
القضية الفلسطينية طريقها إلى حفلة الأوسكار مع فوز "نو أذر لاند" حول الاستيطان
الإسرائيلي في الضفة الغربية بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.
وذهبت
بقية الجوائز إلى كيران كالكن في فئة أفضل ممثل في دور ثانوي عن تجسيده شخصية رجل يهودي
في الثلاثينيات من عمره يتمتع بكاريزما وشخصية قوية في فيلم "إيه ريل باين".
كما
فاز فيلم "فلو" اللاتفي بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.
وبعدما
اعتُبر منافسا قويا لـ"أنورا"، اقتصرت حصة فيلم "كونكلايف" وقصته
المفعمة بالألغاز المتمحورة حول انتخاب بابا جديد في الفاتيكان، على جائزة أوسكار واحدة
في فئة أفضل سيناريو مقتبس.
أما
فيلم "ذي سبستنس" للمخرجة الفرنسية كورالي فارجا فقد نال جائزة أوسكار أفضل
ماكياج وتصفيف شعر، عن التحول الجسدي المذهل لديمي مور التي أدت شخصية امرأة مدمنة
على مصل لتجديد الشباب له آثار مدمرة.
تلميحات
سياسية
لا بد
أن أولئك الذين توقعوا تهجّمات مباشرة ضد دونالد ترامب وصيحات مقاومة بوجه سياساته
قد أصيبوا بخيبة أمل. فقد اعتمدت النخبة في هوليوود مقاربة حذرة، ولم تدخل السياسة
المشهد في حفلة الأوسكار إلا بلمسات صغيرة.
ومن
بين اللفتات السياسية، استهلال الممثلة داريل هانا كلامها بعبارة "سلافا أوكرانيا"
("المجد لأوكرانيا").
اظهار أخبار متعلقة
وبعد
دقائق قليلة، ذكّرت زوي سالدانيا، المولودة في الولايات المتحدة لوالدين من جزيرة الدومينيكان،
بجدتها "التي جاءت إلى هذا البلد في عام 1961". وقالت: "أنا فخورة بكوني
ابنة والدين مهاجرين أتيا مع أحلامهما وكرامتهما وحبّهما للعمل"، في حين يتوعّد
دونالد ترامب بطرد ملايين المهاجرين غير الشرعيين الذين يشبّههم بـ"المجرمين"،
ويسعى لإسقاط حق الجنسية بالولادة في الولايات المتحدة.
لكنّ
أكثر الإيحاءات السياسية في الأمسية وردت على لسان عريف الحفل، الممثل الكوميدي كونان
أوبراين الذي قال في أحد تعليقاته "إنها ليلة رائعة بالنسبة لـ"أنورا".
فقد فاز بجائزتي أوسكار حتى الساعة. أعتقد أن الأمريكيين سعداء برؤية أحدهم يقف أخيرا
في وجهِ روسي قوي".
وفي
هذا الكلام إشارة إلى قصة فيلم المخرج شون بيكر، ولكن أيضا إلى دونالد ترامب وتقاربه
من فلاديمير بوتين، ما يثير مخاوف من التخلي عن أوكرانيا بعد ثلاث سنوات من بدء الغزو
الروسي.