قررت إدارة
ترامب إلغاء
عقود شركة شيفرون النفطية في
فنزويلا، ما يضع كاراكاس أمام تحدٍ جديد،
حيث جاء القرار، ضمن سياسة أكثر تشددًا تجاه نظام
مادورو، خاصة في ظل المفاوضات
الجارية مع الكونغرس.
ونشرت صحيفة
"إل
موندو" الإسبانية تقريراً تطرق إلى إلغاء عقود شيفرون في إطار تنفيذ
الأمر الذي أصدره دونالد ترامب بإنهاء "كل دعم للتراخيص الخاصة بالنفط والغاز
التي تم الموافقة عليها خلال إدارة بايدن، والتي كانت قد ساعدت في تمويل النظام
غير الشرعي لمادورو بطريقة مخزية"، وذلك حسب ما نقله وزير الخارجية الأمريكية
ماركو روبيو.
وقالت الصحيفة،
في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إلغاء عقود شركة شيفرون النفطية
الأمريكية أصبح الورقة الأخيرة للمعارضة الديمقراطية في ظل تدفق الإجراءات التي تم
اتخاذها لصالح كاراكاس، والتي بدأت مع الشهر الأول من إدارة الحزب الجمهوري.
وفي إطار مقابلة
من أجل منصته، سأل ترامب الابن زعيمة المعارضة كلير ماريا كورينا ماتشادو عن أمر
يشغل بال والده كثيراً: "ماذا يمكن أن تقدمه فنزويلا للأمريكيين لتبرير
استخدام أموال دافعي الضرائب من أجل حرية البلاد؟"، وكانت إجابة ماريا كورينا
حاسمة: "لدينا المال والموارد لدفع ثمن حريتنا، وهو ما سيكون مفيداً للغاية
للفنزويليين والولايات المتحدة". وأضافت أن "هذه فرصة كبيرة لا يستطيع
مادورو تقديمها لأن حكومته مجرد عصابة مخدرات وتنتهك حقوق الإنسان".
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت الصحيفة
إلى أن المصادر السياسية المختلفة التي استشارتها "إل موندو" بينت
مزيجاً من الشعور بالارتياح والتشكك بعد الإعلان المفاجئ من واشنطن. فقد صرح
ماوريسيو كلافر كارون، المبعوث الخاص لترامب إلى أمريكا اللاتينية، قبل ساعات فقط
أن الترخيص الممنوح لشيفرون كان "دائماً". وبهذا، تم إنهاء العلاقة
الدبلوماسية بين مادورو وترامب بشكل مفاجئ، ولكن لا يوجد ضمان بعدم استعادتها، مما
يفسر رد الفعل الحذر جداً للثورة البوليفارية بعد الخبر.
وحذر الاقتصادي
فرانسيسكو رودريغيز قائلاً: "يبدو أن الإعلان يمثل تحولاً كبيراً، ولكن التفاصيل
القانونية والإجرائية تشير إلى وجود مجال للمناورة وإمكانية إعادة التفاوض قبل 1
أغسطس/ آب". وحتى وقت نشر هذه النسخة، لم تكن وزارة الخزانة قد نشرت بعد
إلغاء تراخيص النفط.
وفي تصريحاتها
لصحيفة "إل موندو"، قالت أستاذة القانون في فلوريدا ماريا بويرتا ريرا:
"نحن غير متأكدين من نية ترامب، لأنه من الواضح من إعلانه أن ذلك يأتي
انتقاماً من غياب مادورو في استلام الرحلات التي تحمل العائدين. أعتقد أن ترامب
سيعيد التفاوض مع مادورو وستكون التراخيص جزءاً من استراتيجيته التفاوضية".
والسؤال المطروح
حاليا هو: ما الذي دفع ترامب لاتخاذ هذه الخطوة؟ حسب بويرتا "هناك قطاع يرى
أن هذه كانت خطوة لتقديم تنازلات للمشرعين من أصل كوبي بهدف دعم مشروع
الميزانية"، مشيرة إلى أن القرار تم الإعلان عنه في وقت كانت فيه المفاوضات
مع الكونغرس في ذروتها، وسط توافق على ميزانيات كان من شأنها تجنب إغلاق الحكومة.
ومن جهته، يؤكد
رودريغيز: "يطالب المشرعون في فلوريدا بإلغاء الترخيص 41 [شيفرون] كشرط لدعم
المشروع، وهذا يمنح ترامب حافزاً قوياً ليظهر بشكل صارم مع مادورو، على الأقل على
المدى القصير".
اظهار أخبار متعلقة
بهذه الطريقة،
سيُرضي أيضاً نفس المشرعين، أعداء الدكتاتوريات اللاتينية المتعصبين، "وبسبب
الانتقادات التي تلقوها هم أنفسهم بعد تعليق حالة الحماية المؤقتة"، وذلك حسب
بويرتا ريرا. وفي الواقع، وجد مئات الآلاف من الفنزويليين في الولايات المتحدة
أنفسهم بين المطرقة والسندان بعد القرار المثير للجدل من واشنطن بإلغاء الحماية
لهؤلاء المهاجرين، رغم أن فنزويلا لا تزال تحت حكم دكتاتوري قمعي وأن الظروف في
البلد النفطي لم تتحسن.
وأشارت الصحيفة
إلى أنه بفضل التراخيص التي منحها بايدن مقابل شروط انتخابية لم تُنفذ منذ البداية
وتم انتهاكها بعد أكبر عملية تزوير انتخابي في تاريخ أمريكا اللاتينية، تمكنت
شيفرون من زيادة إنتاج النفط الوطني بمقدار 220,000 برميل يومياً، ليصل إجمالي
الإنتاج إلى أكثر من مليون برميل.
قدمت شيفرون نحو
ثلث السيولة للنظام في العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، كان منحها الترخيص للعمل
رمزاً سياسياً، حيث رسمت صورة لتهدئة معينة بين كاراكاس وواشنطن. وكان لذلك
تداعيات جانبية، لأن قراءة بعض الفاعلين في أوروبا وأمريكا اللاتينية كانت تشير
إلى أن النظام كان يستعيد قدرته على المناورة الدولية. ستُضاف الأزمة الاقتصادية
الآن إلى الأزمة السياسية. "المشهد بالنسبة لمادورو ليس مشجعاً"، وذلك
على حد تعبير ليون جويكوتشيا، القيادي المعارض والخبير في الطاقة.
والسؤال الكبير
الذي يجب حله هو ما إذا كان اللوبي النفطي القوي سيكون له تأثير أكبر من
الجمهوريين في فلوريدا. حسب جويكوتشيا "من المتوقع أن يقوم ترامب بإلغاء
تنظيم قطاع الطاقة ورفع القيود البيئية، مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج الداخلي.
وتحتاج الولايات المتحدة إلى النفط الفنزويلي أقل مما كانت عليه قبل عدة سنوات".