كشفت مجلة "
ذا لانسيت" الطبية أن متوسط العمر المتوقع في قطاع
غزة انخفض بمقدار النصف تقريبًا خلال العام الأول من العدوان الإسرائيلي، ليصل إلى 40.6 عاما، وهو الأدنى عالميا.
ويقل هذا الرقم بـ 14 عاما عن أفغانستان و16 عاما عن الصومال، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع الذي تعرض لحرب إبادة جماعية شنها
الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار التقرير الذي نشرته المجلة، إلى أن وزارة الصحة في غزة وثقت 45 ألفا و936 حالة وفاة، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض، وذلك خلال الفترة من 7 تشرين الأول / أكتوبر عام 2023 حتى 8 كانون الثاني /يناير 2025.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن هذه الأرقام لا تعكس التأثير الكامل للحرب التي تعرض لها القطاع، خاصة أنها لا تأخذ في الاعتبار التوزيع العمري للسكان أو التأثيرات غير المباشرة على الصحة العامة.
ولفتت الدراسة إلى أن تقييم خسائر متوسط العمر المتوقع استند إلى مقارنة بيانات وزارة الصحة مع سجلات اللاجئين لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين التي تغطي 66 بالمئة من سكان غزة، مؤكدة أن بيانات الوفيات التي تم تحليلها تتسم بدرجة عالية من الموثوقية.
ووفقا للنتائج، فقد انخفض متوسط العمر المتوقع في غزة بمقدار 34.9 عاما خلال الأشهر الـ 12 الأولى من الحرب، أي بنسبة 46.3 بالمئة عن مستوى ما قبل الحرب البالغ 75.5 عامًا.
وكانت الخسائر أكبر بين الذكور، حيث انخفض متوسط أعمارهم بمقدار 38 عاما (51.6 بالمئة)، فيما عانت الإناث أيضا من تراجع كبير بلغ 29.9 عاما (38.6 بالمئة).
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف التقرير أن التقديرات الأكثر تحفظا تشير إلى خسائر تراوحت بين 31.1 عاما (41.1 بالمئة) و39.4 عاما (52.2 بالمئة)، محذرا من أن التأثيرات غير المباشرة للحرب على معدلات الوفيات قد تجعل الخسائر الحقيقية أكبر مما هو موثق.
وشدد التقرير على أن هذه الأرقام تعكس "كارثة ديموغرافية غير مسبوقة"، مؤكدا أن "الحرب أدت إلى فقدان أكثر من 30 عاما من متوسط العمر المتوقع، مما خفض مستويات ما قبل الحرب إلى النصف تقريبا".
وأوضح التقرير أن "الخسائر الفعلية قد تكون أكبر بكثير، خاصة مع استمرار آثار الحرب على الحياة اليومية والنظام الصحي في غزة".