نظم حزب
العدالة والتنمية في
تركيا يوم أمس الأحد، الثالث والعشرين من
شباط/ فبراير الجاري،
مؤتمره العام الاعتيادي الثامن تحت شعار "الأبيض في
اسمه، والمستقبل في ضوئه".
وتأتي أهمية المؤتمر من حيث كونه الأول بعد الانتخابات المحلية الأخيرة
التي حل فيها الحزب في المرتبة الثانية لأول مرة منذ تأسيسه عام 2001 واستلامه
السلطة في البلاد في 2002. وكانت رسائل الرئيس
أردوغان بعد نتائج الانتخابات تشير
إلى "التجاوب مع رسائل الصندوق" ومطالب الشارع، وفي مقدمتها
التغيير.
لكن الحزب لم يستعجل المؤتمر، بل سار في مسار اعتيادي هادئ عبر المؤتمرات الفرعية
في البلدات والمدن ثم المدن الكبرى، ثم أخيرا المحطة النهائية المتمثلة في المؤتمر
العام على مستوى البلاد.
تأتي أهمية المؤتمر من حيث كونه الأول بعد الانتخابات المحلية الأخيرة التي حل فيها الحزب في المرتبة الثانية لأول مرة منذ تأسيسه عام 2001 واستلامه السلطة في البلاد في 2002. وكانت رسائل الرئيس أردوغان بعد نتائج الانتخابات تشير إلى "التجاوب مع رسائل الصندوق" ومطالب الشارع، وفي مقدمتها التغيير
وقد شاركت عشرة أحزاب سياسية عبر موفدين لها في مؤتمر الحزب، في مقدمتهم
بعض حلفاء الحزب مثل الحركة القومية، والاتحاد الكبير، والدعوة الحرة، إضافة
لأحزاب الشعب الجمهوري، والجيد، والسعادة، والوطن الأم، والطريق القويم، واليسار
الديمقراطي، والوطن، فيما لم تشارك أحزاب المستقبل، والديمقراطية والتقدم، والرفاه
مجددا، والتي يشوب علاقاتها مع العدالة والتنمية توتر ملحوظ ولا سيما مؤخرا.
في خطابه أمام عشرات الآلاف من كوادر الحزب وأنصاره في أنقرة، قدم الرئيس
أردوغان خطابا ركز انتقاداته فيه على المعارضة، متهما إياها بـ"التعاون مع
منظمات إرهابية ومراكز قوى غير ديمقراطية" للفوز بالانتخابات، وواصفا إياها
بـ"الُّسم" الذي يتمثل "مصله" بحزب العدالة والتنمية وتحالف
الجمهور على حد تعبيره.
أعاد المؤتمر انتخاب أردوغان رئيسا للحزب للمرة التاسعة، بحصوله على كامل
الأصوات الصحيحة المشاركة في الاقتراع (1547 مندوبا)، أي بنسبة 100 في المئة، كما
كان متوقعا. كما اختير شخصان لمنصب وكيل رئيس الحزب، الأول هو أفقان آلا، الموجود
في المنصب نفسه منذ حزيران/ يونيو 2023، وهو وزير داخلية في أربع حكومات سابقة
ونائب في البرلمان في أربع دورات تشريعية سابقة (واحدة عن أرضروم وثلاثة عن
بورصا)، ثم اختير مساعدا لرئيس الحزب للشؤون الخارجية في 2020، قبل أن يُختار
وكيلا للرئيس في 2023 مع رئيس الوزراء الأسبق بن علي يلدريم.
والثاني هو مصطفى أليطاش، وهو نائب برلماني عن مدينة قيصري لخمس دورات
تشريعية، ووزير سابق للاقتصاد، فضلا عن أنه شغل منصب نائب رئيس الكتلة البرلمانية
للحزب في ثلاث دورات برلمانية.
أتم حزب العدالة والتنمية مساره الحزبي الداخلي بعد الانتخابات المحلية الأخيرة والذي أراد منه أن يكون رمزا للتغيير والتجاوب مع رسائل الشارع، وما زال متوقعا أن يقدِم الرئيس أردوغان على تعديل وزاري في المرحلة المقبلة لا يُعرف على وجه الدقة حتى اللحظة توقيته ولا مداه
في المقابل، تركزت رسالة الحزب بالتجديد تحديدا في لجنة القرار المركزي
والإدارة (MKYK)، التي تعد أعلى هيئة اتخاذ قرار في الحزب. فقد دخل اللجنة التي
تضم 75 عضوا؛ 39 عضوا جديدا بنسبة تغيير بلغت 52 في المئة.
وفي اللجنة التنفيذية المركزية (MYK)، التي تضم
مساعدي الرئيس أردوغان وفريق عمله، عُدل النظام الداخلي لتوسيع عدد أعضائها من 16
إلى 19 باستحداث ثلاث رئاسات هي "العلاقات مع الدول التركية" و"السياسات
الصحية" و"السياسات الثقافية والفنية"، وحافظ 12 شخصا على عضويتهم
فيها. كما انتخب الحزب أعضاء اللجان الأخرى، وأهمها لجنة الانضباط، واللجنة
الأخلاقية، ولجنة التحكيم الحزبية.
وقد تكون أهم رسائل المؤتمر التي لفتت الأنظار؛ ضمّ هيئات الحزب القيادية،
وخصوصا لجنة القرار المركزي والإدارة، برلمانيين استقالوا من أحزابهم لينضموا
للعدالة والتنمية، وكان يوم إعلان انضمامهم للحزب هو يوم اختيارهم في قيادته، وهم
ثمانية نواب استقالوا مؤخرا من أحزاب الجيد والمستقبل والرفاه مجددا.
في الخلاصة، أتم حزب العدالة والتنمية مساره الحزبي الداخلي بعد الانتخابات
المحلية الأخيرة والذي أراد منه أن يكون رمزا للتغيير والتجاوب مع رسائل الشارع،
وما زال متوقعا أن يقدِم الرئيس أردوغان على تعديل وزاري في المرحلة المقبلة لا
يُعرف على وجه الدقة حتى اللحظة توقيته ولا مداه.
ويبقى أن نتابع في المدى المنظور مدى تقبل الشارع التركي وخصوصا أنصار
الحزب لمخرجات المؤتمر وتشكل الهيئات القيادية فيه، وردات الفعل عليه وارتداداته
على السياسة الداخلية في تركيا، في وقت تتصاعد فيه النقاشات عن احتمال التوجه
لانتخابات مبكرة يمكن للرئيس أردوغان أن يترشح فيها مجددا للرئاسة.
x.com/saidelhaj