غيّر جيش
الاحتلال الإسرائيلي بعضا من تمركزه في
سوريا، ويستعد لإقامة طويلة في البلاد، حيث
فتح طرق مرورية بين السياج الحدودي والبؤر الاستيطانية السورية التي سيطرت عليها من
أجل منع الاحتكاكات غير المنضبطة مع المدنيين السوريين.
في مقال نشرته
صحيفة "
معاريف" العبرية، تناول الكاتب آفي أشكنازي التطورات الميدانية
في المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية، مسلطًا الضوء على التحركات العسكرية
الإسرائيلية والتغييرات التي أحدثها الجيش الإسرائيلي في هذه المناطق.
وأشار الكاتب
إلى أنّ:
جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على ترسيخ وجوده بالأراضي السورية التي دخلها
مؤخرًا، كما قام بإزالة الغابات والأشجار في مناطق مختلفة، ما أدّى إلى كشف أوسع
للمناطق وزيادة قدرة السيطرة العسكرية.
اظهار أخبار متعلقة
ووفقًا للمقال،
يراقب جيش الاحتلال الإسرائيلي عن كثب تحركات النظام السوري الجديد الذي بدأ في الانتشار
بالمناطق الريفية والبلدات القريبة من الحدود. حتى الآن، لم يحدث احتكاك مباشر بين
القوات الإسرائيلية وقوات النظام.
وأضاف أشكنازي
أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حوّل المواقع العسكرية السورية التي سيطر عليها إلى مواقع
إسرائيلية، إذ قام ببناء منشآت جديدة وأدخل وسائل تكنولوجية متقدمة تتيح إقامة
طويلة الأمد بالمنطقة التي توصف بـ"العازلة". مشيرا إلى موقع
"كودنا"، الذي كان أحد الحصون السورية المهمة. وعلى
الرغم من فشل جيش الاحتلال في الاستيلاء عليه خلال تلك الحرب، إلا أنه نجح
مؤخرًا في السيطرة عليه تمامًا.
وأوضح الكاتب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نفّذ عملية عسكرية معقدة للوصول إلى موقع كودنا، حيث تحرك شرقًا
عبر الوادي المؤدي إلى "القنيطرة" مرورًا بقرية كودنا، وصولًا إلى
الموقع من الجهة الخلفية.
وتابع: "خلال أسابيع، تمكنت قيادة المنطقة الشمالية من تطويق
الموقع وفتح طريق إسرائيلي يؤدي إلى وسطه، ونتيجة لذلك، تمت إعادة توجيه شبكات
المراقبة والنيران نحو سوريا بدلًا من إسرائيل، كما تم إغلاق الطرق الشرقية لمنع
اقتراب السكان المحليين من القوات العسكرية".
اظهار أخبار متعلقة
كذلك، تطرق المقال نفسه، إلى مجمل التحديات التي تواجه المدنيين في هذه المناطق، مشيرًا إلى أن مجموعة من
الشخصيات البارزة من المنطقة زارت قائد كتيبة الدبابات 74، العقيد "أ"،
وطلبت منه مساعدة عاجلة بسبب انقطاع إمدادات المياه.
ووفقًا لما ذكره الكاتب، فإنّ: "مضخّة البئر المركزية التي تزود المياه للسكان كانت معطلة منذ أشهر عندما كانت تحت
سيطرة القوات السورية. وعلى الفور، استدعى قائد الكتيبة فريقًا من قسم اللوجستيات
في اللواء، وتم إصلاح المضخة خلال ساعات، ما أعاد المياه إلى منازل السكان".
وفي سياق متصل،
أشار المقال إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يهتم فقط بإمدادات المياه، بل قام أيضًا
بإزالة غابة كبيرة من أشجار الأوكاليبتوس ضمن عمليات توسيع المناطق العسكرية. وأدت
هذه الخطوة إلى تدفق مئات العائلات لجمع الأخشاب بهدف استخدامها للتدفئة خلال
الشتاء القاسي.
وأكد الكاتب أن جيش الاحتلال بات يسعى لتجنب الاحتكاك المباشر مع السكان المحليين، لكنه في الوقت
ذاته يحافظ على أعلى درجات اليقظة تحسبًا لأي عمليات تستهدف قواته. وأوضح أن كتيبة
74 من لواء 188 المدرع، إلى جانب كتيبة 890 من لواء المظليين، تتولى حاليًا تأمين
المنطقة.
اظهار أخبار متعلقة
وأشار المقال
إلى أن جيش الاحتلال اتخذ تدابير إضافية لتعزيز وجوده في المواقع التي استولى
عليها، حيث قام بإنشاء منشآت محمية، بما في ذلك غرف عمليات متطورة، وهوائيات
اتصالات خلوية لضمان بقاء الجنود على اتصال مع عائلاتهم في دولة الاحتلال الإسرائيلي. كما تم نقل
خزانات وقود وإمدادات غذائية وذخيرة إلى المواقع لضمان استمرار العمليات العسكرية
في حال حدوث أي طارئ.
وختم الكاتب
مقاله بالإشارة إلى أن جيش الاحتلال لا يعرف بالضبط المدة التي سيبقى فيها في
المنطقة العازلة داخل سوريا، لكن النشاطات الجارية تشير إلى أن قوات الاحتلال لا تعتزم
الانسحاب قريبًا، بل تعمل على ترسيخ وجودها العسكري في المنطقة.