هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كانت الثورة لتشكل هذا الحدث الفارق وتفرض حالة أخرى على مراحل عمل ودور في مجال السياسة. إنه الدور السياسي يطل من بوابة حركية ومن مركزنا البحثي مركز الحضارة الواقع في ميدان التحرير، وكأن المكان والنموذج والثورة الدافعة كانت بمثابة شرارة جامعة لدور لم أكن قد خططت له
يتوقف بي القلم عند هذا الحد لأستكمل مسيرة النقد الذاتي لأحوالي وأدواري
طالعتنا صحيفة الأهرام بحديث صحفي مطول لأحد أساتذة العلوم السياسية المبرزين على المستوى العالمي والإقليمي، أو على حد تعبير تلك الصحيفة في وصفها له بـ"أستاذ العلوم السياسية المرموق"
مع مرور تسعين عاما على تأسيس جماعة الإخوان، فإن نقطة القمة (الملغومة) التي وصلت إليها الجماعة كانت بالوصول إلى حكم مصر. وقد حدثت هذه الطفرة المفاجئة للجماعة عقب ثورة 25 يناير 2011؛ التي شاركت فيها الجماعة، وساعدت على تحويلها بالفعل من مجرد مظاهرة لبضع ساعات في ميدان التحرير إلى ثورة شعبية
إن الزج بأحداث لم تحدث على رواية أو فن سردي يفقدهما مقوماتهما الفنية على الفور، ويجعله أقرب إلى الادعاء والافتئات والظلم. وإن مناقشة الأفكار ودفعها أمر معهود في الرواية العالمية والعربية، على ألّا يكون الاتهام حاضرا، بخاصة إذا كان ضد غائبين
رغم مرور سبعة أعوام على ثورة يناير، يمكننا القول إن توق الجمهور إلى الحرية والانعتاق من حكم العسكر الظالم لا زال قائماً في قرارة نفوسهم
هل يمكن القول إن ثورة يناير قد انتهت إلى حيث لا رجعة؟ الدارس لتاريخ الثورات يقول عكس ذلك تماماً
فُتِحَتْ آفاق الحياة في مثل هذه الأيام من عام 2011م، إنه كانون الثاني/ يناير، شهر لم تر مصر له مثيلا منذ عشرات السنين
وزاد الأمر ارتباكا؛ إصرار الجنرال المصري على إقامة مشروعات عمرانية ليست ذات أولوية بالنسبة للمصريين، حيث اتجه لبناء عاصمة جديدة تضم مقرات جديدة للوزارات والبرلمان، وإقامة مقر صيفي للحكومة
رغم كل الضربات والتشوهات التي لحقت بثورة يناير، إلا أنها قدمت على مدى عامين ونصف العام الكثير للمصريين خاصة في مجال الحريات العامة وتحقيق الكرامة والعدالة، وإعادة الأمل والقدرة على التغيير، وتنشيط الحياة العامة، وحق اختيار الحاكم والنواب بكل حرية وشفافية
الآن مرت السنة السابعة على ثورة 25 يناير 2011 التي أعطت الأمل لكل المصريين، والشمعة التي أضاءت ظلاما دامسا عشنا فيه عشرات السنين. ولكن وبعد مرور السنوات السبع، أين نحن؟؟ وإلى أين المصير؟؟
ستبقى ثورة يناير أعظم إنجاز حضاري في تاريخ الشعب المصري، وإن أهدافها مهما تراخت الأيام في إنجازها سوف تتحقق يوما، ولكن التحدي الأكبر هو الظاهرة الخليجية التي حلت محل مصر الناصرية، فتغيرت المعادلات الإقليمية.
دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بمصر إلى أسبوع ثوري جديد بعنوان "25 يناير.. لنا عودة"، لترجمة ما وصفه بالغضب الشعبي المتصاعد في تحركات عملية للخلاص من سلطة الانقلاب، مؤكدا أن "هذا الغضب هو نذير ثورة آتية لا ريب فيها مهما حاول الطغاة وأدها".
كان نظام مبارك قوياً ومع ذلك سقط، وكان اليأس يحيط بنا من كل جانب ومع ذلك خرجنا، نهتف: "السعب يريد اسقاط النظام". فما يحدث الآن ليس مانعاً للثورة، ولكنه محرض عليها!
تبدو التفرقة بين الجيل صانع الشرارة، والشعب الذي دفع ثمن حماسه لها، مهمة، إذا كنّا نريد لهذه الفكرة أن تستمر مع جيل آخر، وأن تثمر حركات سياسية وتيارات، ومحاولات جادة لمتابعة واستئناف الفعل الثوري
أكدت جماعة الإخوان المسلمون على "ضرورة العمل على وحدة الصف الثوري على قاعدة إنهاء الانقلاب، ومشاركة الجميع دون استثناء في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وتحمّل الجميع التضحيات التي يتطلبها إنقاذ الوطن من مخالب العسكر"..