هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
منذ فترة لم تعد قصيرة يُروّج لدعوة أخرى، قد تكون أختاً توأماً للدعوة المشرقيّة التي لم يُكتب لها من الرواج ما يتعدّى القائلين بها. والدعوة الجديدة مفادها أنّنا (أي نظام الأسد، «حزب الله»، طهران) نحميكم (أي المسيحيّون واستطراداً باقي الأقلّيّات). وأحياناً، وخصوصاً مع ازدهار «مكافحة الإرهاب»، يتمّ التشديد على الدعوة هذه، حتّى ليكاد يبدو أنّ النظام السوريّ وحلفاءه لا يفعلون ما يفعلونه دفاعاً عن بقائهم، بل لتوفير تلك الحماية.
دافع رفعت الأسد عن النظام السوري واعتبر أنه ليس مسؤولا عن الدمار بل هو يلاحق "الإرهاب"، متهما أطفال درعا الذين كتبوا على الجدران عبارات "لا تليق" ضد النظام السوري بأنهم "أيقظوا الجاهلية". من جهة أخرى، زعم رفعت أن الأقليات في سورية تتعرض لـ"الذبح ووالحرق"..
عندما يقال إن الكرد في سورية أقلية فهذا يعني بالمنطق القومي أن المسيحيين والعلويين والدروز جزء من الأكثرية العربية على أرض سورية. لكن وفق التصور الغربي لنا، فإن العرب من غير المذهب السني هم أقلية أيضا. وعليه فهم أصحاب مظلمة تاريخية وراهنة، وبانتظارهم مستقبل أشد حلكة. ولا حامي لهم غير بشار الأسد.
يُلاحظ، منذ فترة لم تعد قصيرة، أنّ ثمّة تسويقاً واسعاً لما يتعرّض له المسيحيّون في سوريّة، على أيدي أطراف محسوبة، في صورة أو أخرى، على الثورة السوريّة. ولا يخلو التسويق هذا من التذكير بما حلّ بالمسيحيّين في العراق، أو بتراجع وزنهم وحجمهم في لبنان.
توقعت محافل التقدير الإستراتيجي في إسرائيل أن تسفر التطورات المتلاحقة في العالم العربي عن تفكك عدد من الدول العربية إلى دويلات، بشكل يسهم في تحسين المكانة الإستراتيجية لإسرائيل.