هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أصدر مركز الزيتونة للدراسات ترجمة مكثفة لدراسة إسرائيلية نقدية أعدّها البرلماني السابق عوفر شيلح، تناولت بعمق الإشكاليات البنيوية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكشفت عن أزمة واضحة في توزيع الصلاحيات وفعالية الرقابة المدنية، وذلك في ضوء الفشل الذي برز عقب أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما يسلّط الضوء على هشاشة القيادة الأمنية في واحدة من أكثر مؤسسات الاحتلال حساسية وتأثيرًا.
يعدّ الراحل من أبرز وجوه المدرسة الفكرية الإسلامية التي جمعت بين الأصالة الشرعية والمعرفة العميقة بالفكر الغربي والفلسفة، حيث أسهم في تأسيس خطاب دعوي عقلاني، بعيدا عن الصخب، من خلال تدريسه، وكتاباته، ومحاضراته، ومناظراته، التي جابت عدداً كبيراً من العواصم والجامعات حول العالم.
يناقش كيالي عددا من القضايا والأخطاء الاستراتيجية التي يعتقد أن الحركة الوطنية الفلسطينية لم تستطع التعامل معها بحكمة، لافتا، في مقدمة كتابه، إلى أنه يطرح انتقاداته مع إدراكه الكامل "للعوامل الخارجية والظروف الموضوعية التي لعبت دورا كبيرا" في مسار الحركة، التي ضاعف أثرها السيئ "عدم تبصر القيادات(الفلسطينية) بالخيارات السياسية والكفاحية التي انتهجتها، وقصور إدراكاتها لموازين القوى وللواقع ومعطياته العربية والدولية".
صناعة الجو الإسلامي تعني خلق بيئة مجتمعية وحياتية تعكس القيم والمبادئ الإسلامية في جميع الجوانب، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو الأماكن العامة. وهي عملية شاملة تهدف إلى إحياء الهوية الإسلامي* في السلوكيات اليومية، والعلاقات الاجتماعية، والمعاملات المالية، والأنشطة الثقافية، بحيث يصبح الدين الإسلامي منهج حياة عملي وليس مجرد شعائر فردية.
رغم أن الإرهاب بات سلاحًا خطابيًا يُستخدم غالبًا لتجريم الخصوم السياسيين والعسكريين، إلا أن مراجعة دقيقة للتاريخ تُظهر كيف أن المشروع الصهيوني ذاته تأسس على الإرهاب ومارس عبره نشأته وتوسعه، دون أن يُواجه بتوصيف قانوني أو أخلاقي مماثل لما تُواجه به حركات المقاومة الفلسطينية اليوم. فلماذا يُصنّف هجوم في 7 أكتوبر بأنه "إرهاب"، بينما لا تُوصَف المجازر الجماعية في غزة كذلك؟ ولماذا تُوصف حماس بالإرهاب بينما يُغضّ الطرف عن إرهاب دولة تمارس الاحتلال، والحصار، والتطهير العرقي؟ هذا النص يقدم قراءة نادرة في أدبيات صهيونية وغربية تعترف صراحةً بأن إسرائيل نشأت، واستمرت، على العنف المنظم، وتفتح المجال لإعادة النظر في معايير "الإرهاب" التي يروّج لها الغرب ويحتكرها سياسيًا وأخلاقيًا.
في غزة، حيث تختلط رائحة الموت بصمت العالم، تنكشف كل يوم ليس فقط حدود القوة العسكرية، بل هشاشة القيم التي طالما تغنى بها الغرب الحديث، من حقوق الإنسان إلى القانون الدولي. فهذه الرقعة الصغيرة المحاصرة، التي تتعرض لإبادة ممنهجة أمام مرأى البشرية، لا تفضح فقط ازدواجية المعايير السياسية، بل تعيد طرح السؤال الأعمق عن علاقة الفكر بالسلطة: لماذا يُقصى المثقف حين يحتدم الفعل السياسي؟ ولماذا يبدو الصوت النقدي اليوم أكثر تهديدًا من صاروخ؟ إن ما يحدث في غزة ليس مأساة إنسانية فحسب، بل مأساة فكرية، تُعيدنا إلى جوهر السؤال: من يملك الكلمة في زمن الانهيار الأخلاقي؟ من يجرؤ على إنتاج المعنى حين يصبح الصمت الرسمي هو السياسة؟
في كتابه التحليلي الجريء "قيس سعيّد: هل أخبرنا بكل شيء؟"، يخوض الدكتور عبد السلام الزبيدي رحلة فكرية لفهم رئيسٍ لا يُمارس السياسة بوصفها فنّ الحكم، بل كفنّ القول، حيث تتحوّل اللغة إلى أداة سلطة، والتأويل إلى مؤسسة بديلة، والخطاب الطهراني إلى برنامج ضمني لحكم يُقصي الأحزاب، ويُعلّق المؤسسات، ويحتكر تمثيل الإرادة الشعبية تحت لافتة "الرسالة" لا "البرنامج"، في مشهد يثير أسئلة جوهرية حول مصير الديمقراطية حين تُختزل الدولة في خطاب، والشعب في صوت، والدستور في نية المتكلم.
إنَّ التخطيط لضرب هويَّة هذه الأمَّة عن طريق إلحاق الهزيمة الفكرية والنفسية جاء من دوائر وجهاتٍ عديدة كان من أهمها، أبناء أولئك الذين عملوا منذ قرنٍ من الزمن على إلغاء الخلافة؛ التي كانت بحقٍّ آخر حصنٍ للمسلمين.
في كتابه الموسوعي "الدولة الحديثة المسلمة"، يقدم الشيخ الدكتور علي محمد الصلابي مشروعًا فكريًا متكاملاً لإعادة بناء الدولة الإسلامية الحديثة، انطلاقًا من النص القرآني والتجربة النبوية، مرورًا بفقه الواقع ومقتضيات العصر، وصولًا إلى نموذج سياسي جامع يوازن بين الشريعة والحضارة، ويؤصل للدولة بوصفها كيانًا عدليًا إنسانيًا، لا مجرّد أداة حكم. ويستعرض الكتاب بعمقٍ علمي الرؤية الإسلامية لسلطات الدولة ووظائفها ومؤسساتها، رافضًا الفصل بين الدين والسياسة، وساعيًـا إلى دمج مفاهيم المعاصرة مع الأصول الشرعية ضمن نموذج مدني ذي مرجعية إيمانية.
ثمة خلاصات عامة يبدو أنها تستتبع من هذا الانحسار في الأرثوذكسية الجمهورية الحتمية على امتداد ثلاثين عاما. ففي المقام الأول من البديهي للغاية ولكن ما له أهمية بالغة أن النظام الملكي جزء مهم ومن الجائز تماما أن يبقى جزءاً مهماً من السياسة في العالم العربي.