هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في قلب العاصمة الكورية سيول، حيث تلتقي التكنولوجيا المتقدمة بروح الانتماء العميق، اكتشفتُ أن سر النهضة الكورية لا يكمن فقط في المؤشرات الاقتصادية أو البنية التحتية المبهرة، بل في العمق الثقافي والسياسات اللغوية الواعية التي جعلت من اللغة الكورية وعاءً للمعرفة ومن الثقافة نمطًا للحياة. خلال مشاركتي في أكبر مؤتمر دولي للعلوم السياسية، لم أكن أمام تجربة سياسية وأكاديمية فحسب، بل أمام نموذج حضاري يستحق التأمل، حيث تحوّلت اللغة والثقافة إلى أدوات استراتيجية في بناء الإنسان وإطلاق مشروع نهضة شاملة، جعلت من كوريا الجنوبية قصة نجاح عالمية بامتياز.
مما لا شك فيه أن تحديد البصمة الوراثية للشخص، وتمييزه عن غيره، وربطه بنسبه على جهة اليقين والقطع، فتح باب استخدام البصمة الوراثية على مصراعيه على المستوى القضائي، وما يتعلق به من قضايا الأحوال الشخصية، كتحديد الأب الحقيقي للشخص، حيث تتضح صلة الولادة بين الأب وابنه في حالات الاختلاف فيها، مما يحقق مقصد الشارع في حفظ الأنساب، لما في اختلاط الأنساب من مفاسد كبيرة كضياع حق الأبن، وتهرب الأب من المسئولية تجاه أبنائه".
سلّط أكاديميون وباحثون من المغرب وفلسطين، صباح الأحد بالعاصمة الرباط، الضوء على استراتيجيات تحرير فلسطين من منظور إسلامي، مؤكدين أن ما يجري اليوم في غزة ليس مجرد صراع سياسي أو عسكري، بل مواجهة حضارية شاملة تكشف زيف السردية الغربية وهيمنة النموذج الإبادي، مشددين خلال ندوة علمية ضمن برنامج "تكوين الأطر - فوج طوفان الأقصى" على أن مشروع التحرير في الرؤية الإسلامية هو مشروع نهضوي يقوم على التحرر المعرفي، وتوسيع دائرة المقاومة لتشمل الأمة بأكملها باعتبارها معركة وجود وهوية.
في دراسة فكرية مطوّلة ونادرة، أعدّتها جماعة "الإخوان المسلمون" بنفسها، تعيد الجماعة الإسلامية الأبرز في العالم العربي قراءة مسألتي العنف والسلمية في فكرها وتجربتها الممتدة، من خلال استعراض تأصيلي وتاريخي يبدأ بمؤسسها الإمام حسن البنا، ويغوص في محطات التحوّل الكبرى التي واجهت الجماعة منذ نشأتها وحتى ما بعد الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، متمسكة بخيار السلمية باعتباره خيارًا إستراتيجيًا تأسّس عبر تراكم التجربة لا ردّ فعل ظرفي، رغم ما تعرضت له من بطش وقمع متواصل. وفي هذا السياق، تنشر "عربي21" هذه الدراسة المهمة على حلقات متتابعة، ضمن مبادرتها لفتح حوار فكري وتوثيقي معمّق حول واقع الحركات الإسلامية ومستقبلها في العالم العربي، بما يشمل موقعها في المشهد الإقليمي، وعلاقاتها بالقوى الدولية، وجدلية الدعوي والسياسي في مساراتها المتشابكة.
أصدر مركز الزيتونة للدراسات ترجمة مكثفة لدراسة إسرائيلية نقدية أعدّها البرلماني السابق عوفر شيلح، تناولت بعمق الإشكاليات البنيوية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكشفت عن أزمة واضحة في توزيع الصلاحيات وفعالية الرقابة المدنية، وذلك في ضوء الفشل الذي برز عقب أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما يسلّط الضوء على هشاشة القيادة الأمنية في واحدة من أكثر مؤسسات الاحتلال حساسية وتأثيرًا.
يعدّ الراحل من أبرز وجوه المدرسة الفكرية الإسلامية التي جمعت بين الأصالة الشرعية والمعرفة العميقة بالفكر الغربي والفلسفة، حيث أسهم في تأسيس خطاب دعوي عقلاني، بعيدا عن الصخب، من خلال تدريسه، وكتاباته، ومحاضراته، ومناظراته، التي جابت عدداً كبيراً من العواصم والجامعات حول العالم.
يناقش كيالي عددا من القضايا والأخطاء الاستراتيجية التي يعتقد أن الحركة الوطنية الفلسطينية لم تستطع التعامل معها بحكمة، لافتا، في مقدمة كتابه، إلى أنه يطرح انتقاداته مع إدراكه الكامل "للعوامل الخارجية والظروف الموضوعية التي لعبت دورا كبيرا" في مسار الحركة، التي ضاعف أثرها السيئ "عدم تبصر القيادات(الفلسطينية) بالخيارات السياسية والكفاحية التي انتهجتها، وقصور إدراكاتها لموازين القوى وللواقع ومعطياته العربية والدولية".
صناعة الجو الإسلامي تعني خلق بيئة مجتمعية وحياتية تعكس القيم والمبادئ الإسلامية في جميع الجوانب، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو الأماكن العامة. وهي عملية شاملة تهدف إلى إحياء الهوية الإسلامي* في السلوكيات اليومية، والعلاقات الاجتماعية، والمعاملات المالية، والأنشطة الثقافية، بحيث يصبح الدين الإسلامي منهج حياة عملي وليس مجرد شعائر فردية.
رغم أن الإرهاب بات سلاحًا خطابيًا يُستخدم غالبًا لتجريم الخصوم السياسيين والعسكريين، إلا أن مراجعة دقيقة للتاريخ تُظهر كيف أن المشروع الصهيوني ذاته تأسس على الإرهاب ومارس عبره نشأته وتوسعه، دون أن يُواجه بتوصيف قانوني أو أخلاقي مماثل لما تُواجه به حركات المقاومة الفلسطينية اليوم. فلماذا يُصنّف هجوم في 7 أكتوبر بأنه "إرهاب"، بينما لا تُوصَف المجازر الجماعية في غزة كذلك؟ ولماذا تُوصف حماس بالإرهاب بينما يُغضّ الطرف عن إرهاب دولة تمارس الاحتلال، والحصار، والتطهير العرقي؟ هذا النص يقدم قراءة نادرة في أدبيات صهيونية وغربية تعترف صراحةً بأن إسرائيل نشأت، واستمرت، على العنف المنظم، وتفتح المجال لإعادة النظر في معايير "الإرهاب" التي يروّج لها الغرب ويحتكرها سياسيًا وأخلاقيًا.
في غزة، حيث تختلط رائحة الموت بصمت العالم، تنكشف كل يوم ليس فقط حدود القوة العسكرية، بل هشاشة القيم التي طالما تغنى بها الغرب الحديث، من حقوق الإنسان إلى القانون الدولي. فهذه الرقعة الصغيرة المحاصرة، التي تتعرض لإبادة ممنهجة أمام مرأى البشرية، لا تفضح فقط ازدواجية المعايير السياسية، بل تعيد طرح السؤال الأعمق عن علاقة الفكر بالسلطة: لماذا يُقصى المثقف حين يحتدم الفعل السياسي؟ ولماذا يبدو الصوت النقدي اليوم أكثر تهديدًا من صاروخ؟ إن ما يحدث في غزة ليس مأساة إنسانية فحسب، بل مأساة فكرية، تُعيدنا إلى جوهر السؤال: من يملك الكلمة في زمن الانهيار الأخلاقي؟ من يجرؤ على إنتاج المعنى حين يصبح الصمت الرسمي هو السياسة؟