سيف الدين عبد الفتاح يكتب: للانبعاث الحضاري شروط لا ينبغي أن تهمل أو تغفل؛ من العمل الحضاري والفعل الذي يقرن بتسديد الوعي وترشيد السعي، وفعل الإحياء الحضاري وأصول الانبعاث الحضاري هي مشتل التغيير في مسيرة التغيير الحضاري المنشود والمقصود؛
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: هل لدينا نخب حقيقية تمارس مهامها وأدوارها حريصة عليها، أم أنها فيما اتفق على تسميتها بالنخب لا تزال تتعلق بالأزمات والأزمة وما فتئت تعاني من أمراض مزمنة، تجعلها وجودا ودورا محل هذا الشك؟ ولعل ما كشفت عنه الثورات العربية بعد مرور أكثر من عقد عليها كانت مختبرا حقيقيا لما أُسمي بالنخب العربية، وعكست تلك التكوينات بحق أن تقوم بضد أدوارها الحقيقية، وزيفت وظيفتها حتى أنها تستحق مفهوم "نخبة الضد"
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: ومنذ قامت الدولة القومية القُطرية في عالمنا العربي والإسلامي في آثارها التي تركتها وفي تأميم دور العالم لمصلحتها، وصارت تفرق بل تستبدل المثقف بالعالِم وتضيق صفة العالم الذي ربطته بما يسمى الأكاديميا بدعوى الخشية من تحيزه؛ ضمن سياساتها في وضع مجمل هؤلاء في قمقم الدولة القومية القُطرية والتبرير لوجودها السياسي؛ لتعبر عن أزمة كبرى تلحق بالعلم وأدواره الحقيقية
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: نموذج السياسي التوهمي هو القائم بالعمل في معاقل الاستبداد والاستعمار؛ وأن السياسي الحقيقي هو العامل الفاعل في مشاتل التغيير والإصلاح. ولهذا بقية حول الوظيفة الكفاحية للعالم والتزامه الائتماني ومسئوليته السياسية في عمله التغييري والنهضوي
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: هكذا يمكن أن نحقق الوعي بالأمة في هذا المقام باعتباره وعيا، ووعدا، وعهدا بين كل مكونات هذه الأمة، فإن لم نعمل بتلك السنن الماضية لرفعتها، وتحقيق معنى وسطيتها وشهودها، ومعنى خيريتها وغاياتها؛ فإننا بذلك نهدم أصلا أصيلا في معنى الأمة وبلوغ مقاصدها الكلية في الرقي والنهوض والعمران
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: مفهوم الأمة إذا في الرؤية الإسلامية هو مفهوم من طبيعة قيمية خاصة يؤكد تفرده بين المفاهيم الأخرى المناظرة له والمشابهة، سواء في اللغة العربية أو في إطار الفكر الغربي، ويشكل مفهوم الأمة في حد ذاته نظاما قيميا يحاول تأصيل إشكال تصاعد القيم داخله. فإذا ما افترضنا أن مفهوم الأمة يشتمل على معان مثل الأرض والجنس واللغة والعقيدة، فإن العقيدة تشكل البعد المعنوي له، وتصوغ فيه سلم التصاعد لتمثل القيمة العليا
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: يكون مفهوم المعاصرة مظللا كافة المفاهيم الأخرى في النهوض والإصلاح؛ والإحياء والتغيير، ومن هنا يأتي الدفع إلى ثنائيات ارتقت إلى حد الشعار مثل "الجمع بين الأصل والعصر" في عمليات التنزيل في واقع الناس وأرض الميدان، ولذلك يُعد مفهوم المعاصرة الذي يجب أن نتوقف عنده ونتبصر معانيه وكوامنه ومغازيه ومقاصده
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: "تجديد الخطاب الديني" المتعلق بالهوية حين يُفرض من قبل "الآخر" فرضا، وفي هذا السياق الذي يشهد إرساء قواعد جوانتانامو الكونية، هذا قد يكشف عن غايات "تسميم الهويات" واستراتيجياته وآلياته، وإضفاء المزيد من "التأزيم" و"التسميم" و"التقزيم" و"التأميم" على هذا الخطاب ومتعلقاته..!! ليعاد تشكيل هوية سائر الأقطار الممزَّقة ضمن سياقات جديدة مصطنعة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: التجديد في الرؤية الإسلامية سُنَّة مستمرة؛ تستصحب الثوابت العقيدية، وتراعي التغيرات الجارية في الواقع، وأن عملية التجديد تتطلب تحقيق التوازن بين ما أطلق عليه الإمام محمد عبده "الهدايات الأربع" وهي: الوجدان، والحواس، والعقل، والدين؛ فإذا ما تحقق هذا التوازن، كان بالإمكان إنتاج خطاب ديني متجدد وفعال وإيجابي
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: إن سؤال النهضة المسموم وضع التيار النابع من الذات أمام خيارات غير موائمة: بين العودة إلى الذات والبحث فيها عن ماكينات التجدد والممانعة والمقاومة والنهوض، ولكن مع الوقوع في فخ الانغلاق والانكفاء بعيدا عن العصر، وبين الاختيار المضاد؛ كل ذلك لغيبة الوعي بأصول المواجهة الحضارية الجامعة بين الوعي بالذات واستبانة سبيل الآخرين
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: التجديد لا بد أن يمتد إلى معاني النهوض الحضاري والقدرة على تحقيق أصول الشهود الحضاري، ويكون عنوان التجديد بذلك واحدا من أهم العناوين الأساسية فيما يمكن تسميته بأصول الفقه الحضاري، وربما قد يشير ذلك إلى ضرورة التوقف عند مصطلح ذاع وشاع وهو الذي يتعلق بتجديد الخطاب الديني
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: المفاهيم الشرعية مثل: التجديد والتغيير والإصلاح والإحياء؛ هي الأولى بالاستخدام، بل يحق لها أن تنفرد بذلك عما عداها من مفاهيم أخرى؛ حيث تكفّل الكتاب بحفظها محددا إياها في مجمل نصوصه وآياته، ومن ثم يمكن ضبط الانحراف عنها فكرا وحركة أو تلبيسا وتشويها
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: التحذير والإنذار والتنبيه إلى خطورة "جحر الضب العلماني" بكل مسوغاته وأدواته وتخلله وتسربه؛ من الأمور المهمة ونحن نتحدث عن مشاتل التغيير وعمليات الإصلاح في نماذجنا للإصلاح والتغيير، وبناء نماذج النهوض والإنماء، والرقي والارتقاء، وهو أمر لا ينصرف فقط إلى الدخول إلى جحر الضب العلماني، بل وكذلك الأسر في سلطان الماضي، والتحرك الواعي البصير في هذا الشأن، النافي لحالة التبعية المقيتة هو منهج النظر القويم لتلك المسارات الإصلاحية في مساحات التغيير الفعّال
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: في إطار تعريف السياسي في الرؤية الإسلامية، السياسة ليس مجالا للمدنس، بل هي سعي لإصلاح ما فسد ومن هنا كانت السياسة قياما على الأمر بما يصلحه
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: صارت عملية التجديد عملية مستمرة وحدتها الزمنية "القرن" تؤكد على أنه كلما خبت الشريعة من تقصير البشر المؤمنين بها في فاعليتها، وجب عليهم أن يبحثوا من كل طريق عن سبل تجديدها؛ ومسالك نهوض الأمة بها؛ ووصلها بأصلها، وهذا بحق هو معنى التجديد؛ ومشاتل التغيير والإصلاح مشرعة مفتوحة