سيف الدين عبد الفتاح يكتب: صارت عملية التجديد عملية مستمرة وحدتها الزمنية "القرن" تؤكد على أنه كلما خبت الشريعة من تقصير البشر المؤمنين بها في فاعليتها، وجب عليهم أن يبحثوا من كل طريق عن سبل تجديدها؛ ومسالك نهوض الأمة بها؛ ووصلها بأصلها، وهذا بحق هو معنى التجديد؛ ومشاتل التغيير والإصلاح مشرعة مفتوحة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تصورات مهمة في عملية الإصلاح الشامل والإصلاح السياسي خاصة؛ ولعل ذلك ضمن مشاتل التغيير يجب أن يُعتبر وتتخذ من الوسائل والأدوات والمسالك والاستراتيجيات لتنزيل ذلك تطبيق ميدانيا على الأرض وتنزيلا مكينا رصينا لائقا
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تتضمن العلمنة العملية التاريخية التي يفقد فيها الدين الأهمية الاجتماعية والثقافية، حيث يصبح دور الدين في المجتمعات الحديثة محدودا كنتيجة للعلمنة؛ في المجتمعات العلمانية، يفقد الإيمان سلطته الثقافية، مع إضعاف القوة الاجتماعية للمنظمات الدينية. وتلقف العلمانيون العرب المفهوم ليرفعوا شعار "علمنة الإسلام"، في مواجهة أخرى تحرك كل نوازع الصراع والحروب الفكرية
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: من الإشكالات الخطيرة هي تعميم المفردات المتعلقة بدين بعينه على كامل خريطة الأديان في ظل المركزية الغربية التي تدين بالمسيحية اسما ورسما، بغض النظر عن تغلغل التصور العلماني في هذا المقام. إن قراءة في كثير من الكتابات الاستشراقية حملت هذا الخلط المريب، كنت أطالع على واحدة من صفحات التواصل الاجتماعي فوجدت تساؤلا حول كيف نترجم الكلمة التي تستخدم في الكتابات الاستشراقية أو الكتابات المتعلقة بالدين في العالم الإسلامي مثل "الأرثوذكسية الإسلامية"
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: السياسة نوعان: سياسة ظالمة فالشريعة تحرمها، وسياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر بعين الشريعة علمها من علمها وجهلها من جهلها
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: القائم بعملية الإصلاح وجب أن تكون عينه على أمرين: الدولة والمجتمع والعلاقة فيما بينهما فيصلح أمرهما، وعلى نموذج الإصلاح ذاته حتى لا يكسد أو يفسد
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: مفهوم "الإصلاح" بحمولاته المختلفة انطلاقا من المرجعية الإسلامية، وتمييزه عن مفهوم الإصلاح كما يُستخدم اليوم في القاموس السياسي السائد، ولذلك فإن المشاحة لازمة في مصطلح "الإصلاح"
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: كانت الحياة كلها تتأسن وتتعفن وتفسد لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، ولولا أن في طبيعة الناس التي فطرهم الله عليها أن تتعارض مصالحهم واتجاهاتهم الظاهرية القريبة، لتنطلق الطاقات كلها تتزاحم وتتغالب وتتدافع، فتنفض عنها الكسل والخمول، وتستجيش ما فيها من مكنونات مذخورة، وتظل أبدا يقظة عاملة، مستنبطة لذخائر الأرض مستخدمة قواها وأسرارها الدفينة.. وفي النهاية يكون الصلاح والخير والنماء
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: إرادة الاستثمار للحظات الزخم الثوري في البلدان العربية وخاصة بعد طوفان الأقصى، وانتصار الإرادة الفلسطينية على الكيان الصهيوني المدعوم من معظم دول العالم وخاصة الدول الغربية، وكذلك الثورة السورية وانتصارها المدوي في معركة الطغيان رغم وجود القوى الدولية والإقليمية التي كانت تناصر وتدعم وتساند النظام البائد؛ صارت أمرا جوهريا حتى بعد أن نجح المضادون للثورات في تشويه ومحاصرة تلك الثورات من كل طريق وبكل الأساليب
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: المقاومة هي تعبير وفق سنة التدافع الماضية وسنة التغيير القائمة، عن خيار تأسيسي واستراتيجي يجب ألا نغادره في التفكير والتدبير والتغيير والتأثير، وهي أحد أهم أشكال الجهاد والاجتهاد في ميدان الواقع الذي تفرض علينا فيه المعارك فرضا، وأن التقاعس في هذه الحال إنما يشكل حالة من حالات الخذلان والمهانة والهوان
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: برزت إرادة الحفاظ على الذاكرة لتعيد التذكير بأن الصراع التاريخي في المنطقة لم يتغيَّر، وما تزال قضية فلسطين بؤرته. إن معركة الجيل إنما ترتبط بمعركة الأجيال لمواجهة العدو وتنشيط ذاكرة كل جيل من خلال خيار المدافعة والمقاومة والتعرف على طبيعة الصراع المصيري والحضاري مع الكيان الصهيوني
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تواجه المراحل الانتقالية في السياسة عدة تحديات معقدة، لا بد أن نكون على وعي بها؛ وعلى رأسها استقرار الأوضاع الأمنية، وإعادة بناء المؤسسات، والمصالحة المجتمعية والوطنية، والتحول الاقتصادي، وذلك عن طريق تطوير سياسات اقتصادية جديدة تدعم النمو وتوزيع الثروة بشكل عادل استراتيجيات وسياسات معاش الناس، وبناء الثقة؛ فقد تكون لدى الشعب شكوك حول قدرات الحكومة الجديدة، مما يتطلب الجهود المتراكمة لبناء الثقة والمصداقية. وكذلك ميزان التعامل الإقليمي والدولي وتوقع التدخلات الخارجية
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: نقدم هذه الإشارات المفعمة بالتحديات التي تواجه الثورة تعجيزا لأهلها ولا أهل الحركة فيها؛ الذين قاموا بهذا الإنجاز العظيم بتحرير سوريا من هذا الطاغية، لكن لنبصر هؤلاء بمواقع أقدامهم المستقبلية، بقصد الاعتبار من كل ما مر بنا من أحداث وخبرات ومن أيام سابقة وجب تذكرها في هذا المقام
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: طوفان الأقصى هو نقطة البداية لمشروع نهوض هذه الأمة من جديد، إلا أن هذه البداية تحتاج لبناء وعي وتأسيس سعي حضاري متكامل، يلتمس الوقوف على التحديات ومسار الاستجابات، وإدراك السياقات، وصناعة الفرص والقدرات، وبناء الاستراتيجيات، واستشراف المستقبل والمآلات
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: الفرصة فقها وصناعة وإدارة تعنى بأمرين؛ أحدهما فهم إمكانات الفرصة ومسالك اغتنامها، أما الأمر الآخر فيرتبط بتطوير مهارة التعرف على الفرص الذي يتطلب بدوره مزيجا من الوعي الذاتي، والتفكير التحليلي، والرغبة في التعلم والاعتبار والاستثمار من الخبرات