ماهر البنا يكتب: الشعور الذي يسيطر عليك في الأيام الأولى للسجن، يكاد يتشابه عند جميع السياسيين، لأنهم يؤمنون بشدة من داخلهم أنهم لم يرتكبوا جريمة يستحقون عليها مثل هذا العقاب، لذلك يشعرون كلهم تقريبا بخليط من الغضب المكتوم، والدهشة التي تقترب من الذهول، والاغتراب الذي يستمر أياما وأحيانا يتمدد لفترات أطول، وعدم التصديق بأن "رجلا ما" يستطيع أن يصادر حريتك ويلقي بك في السجن ظلما لمجرد أن رأيك لم يعجبه
ما يهمنا في هذا المقال ليس تتبع حالة السجون كمدارس لتعليم الجريمة، لكن محاولة فهم مقولة "الفشل المخطط لنظام السجون" التي اتخذ منها بعض القانونيين ونشطاء الإصلاح ركيزة لمحاولة تطوير السجون كمؤسسات علاجية تخدم المجتمع بدلا من التعامل معها كمؤسسات عقابية لتدمير حياة السجناء وقطع صلاتهم الودودة بالمجتمع..
ماهر البنا يكتب: الإهانة والتعذيب في السجون لا تقتصر على الكهرباء، ولا حتى الضباط والحرس، فهناك حالات وأسباب كثيرة لحدوث ذلك طوال الوقت، من بينها السجناء أنفسهم..
ماهر البنا يكتب: بين يوم وليلة صرت منبوذا ومصنفا كمعارض للسياسة الرسمية للدولة، التي ما زلت أغني في حبها الأغاني الوطنية التي اختفت رويدا من الإذاعة، وحلت محلها أغان جديدة لا تتحدث عن الأعداء!
بعيدا عن مشاعر الراحل وعن تقديرها، فالقصة كافية بمفردها دون شيء آخر، مما كتبته أو أكتبه الآن، أو سأكتبه إذا ما قدر لي مواصلة هذه السلسلة للتدليل على صحة الوصف: الهراء
دليلنا الجديد أظهر من أن يشار إليه، أكتب بعد أن قرأت تعليقات رئيس دولة "إسرائيل"، بعد أن أخبره قائد طائرته المتجهة إلى أبو ظبي أن الطائرة تحلق في الأجواء الجوية للمملكة العربية السعودية؛ بعد الحصول على موافقة رسمية بتحليقها فوق أرض الحرمين الشريفين، بموافقة خادمهما
يصف فرومكين ما ختم كيتشنر به رسالته بـ"القنبلة المدوية"، ويقصد الجملة التالية: "قد يحدث أن يتولى عربي أصيل الخلافة في مكة أو المدينة، وبذلك قد ينتج بعون الله الخير من كل هذا الشر الذي يحدث الآن"..
السياسة البريطانية تجاه المنطقة كانت تدرس وتخطط بناء على التصورات التي تصاغ في المركزين الاستعماريين في الهند ومصر، وأن كل واحد منهما كانت لديه تصورات متعارضة، وسنرى كيف جرى التوفيق بينهما في السنوات القليلة اللاحقة
كثيرون، إذا، صنعوا ذلك الشرق الأوسط الحديث، وما هذه السلسلة إلا لتنشيط الذاكرة، والتذكير بـ"الجريمة" التي نرتكبها بالتقاعس عن الدرس والتنقيب، والبحث عن الفاعلين الحقيقيين لوضعنا الكارثي والمزري، الذي يبدو أن السودانيين استثناء فيه
وِزْر الدم وحق التظاهر دلالة المائة عام، فالآن في القاهرة، على النيل أو أمام القصر، أو في أي مكان آخر، إذا عَنَّ لمصريين التظاهر احتجاجا على الاحتباس الحراري فسيسيل الدم، وهذا واقع الهراء، بلا شك
المقاومة والثورة والرغبة في التغيير والتحرر تبدو الآن أعمق وأكثر إلحاحا، وإذ نظر المرء إلى هذه الرقعة الجغرافية، وقارنها بباقي بقاع الأرض ستبدو الأعوام المائة بالفعل في قبضة "الهُبَاء"